كتبت زكية الديراني في صحيفة "الأخبار" تحت عنوان "دوري أبطال أوروبا" و"كلاسيكو"... يوم إحترقت البرامج اللبنانية": "مساء الجمعة الماضي، إنطلق الموسم الأوّل من برنامج "أحلى ناس" الذي تقدّمه رابعة الزيّات على قناة "الجديد" (كل جمعة) وكانت نوال الزغبي ضيفة الافتتاح. صحيح أن الحلقة رافقتها حملة إعلانية كبيرة على الشاشة ترحيباً بعودة الزيات إلى الكاميرا بعد غياب فترة طويلة، لكن النتائج كانت عكس التوقّعات.
فقد تزامن إنطلاق العمل التلفزيوني الفني مع عرض مباراة "الدوري الاسباني" (كلاسيكو) التي جمعت أهمّ فريقين "ريال مدريد" و"برشلونة". الفريقان اللذان يسلبان أنظار المشاهدين حول العالم، كانا محطّ إهتمام اللبنانيين الذين تسمّروا أمام الشاشات لمتابعة الـ "ماتش". جلس المشاهد يترقّب المباراة، تاركاً جميع البرامج على المحطات المحلية. النتيجة السلبية لم تقتصر على "أحلى ناس" فحسب، بل على جميع الأعمال التي تعرضها الشاشات. فالثلاثاء الماضي كان الموعد مع "دوري أبطال أوروبا" في مباراة جمعت فريقي "ريال مدريد" و "اتلتيكو مدريد". الحالة نفسها عاشتها البرامج المحلية، ولم يحصد برنامجا "لهون وبس" لهشام حداد على lbci، و"هيدا حكي" لعادل كرم على قناة mtv نسبة مشاهدة. الجميع كان يتابع المباراة على الفضائيات التي تدفع الملايين لبثّ المباريات، ناسياً مع تقدّمه المحطات المحلية من أعمال تلفزيونية إعتاد على متابعتها. حتى أصحاب البرامج (مقدّمين ومخرجين...) كانوا مشغولين بنتائج المباريات. وحدها مباراة كرم القدم العالمية قادرة على تحويل الأنظار بإتجاه واحد، ولا ينجح أيّ برنامج سواء فني أو إجتماعي أو سياسي بالوقوف بوجهها. مع العلم أن تلك العروض سوف تتابع مبارياتها في الايام القليلة المقبلة ويستمرّ عرضها لشهر تقريباً، وسوف تؤثر بالطبع على بداية الأعمال الدرامية الرمضانية. تكسر المباراة كل التوقّعات، فيبتعد أصحاب البرامج عن الحديث عن الـ "رايتينغ" ويسود الصمت فترة عرض المباراة. إنها لعنة كرة القدم التي تصيب المشاريع التلفزيونية في الصميم.