1200 دولار هو الثمن الذي قبضه علي.ح. مقابل بيع ابنته الرضيعة.
من دون أن يرف له جفن عقد الصفقة بواسطة جاره سبع.ع. عرّاب البيعة، قبل أن ينجزها بتسليم الطفلة الى الشاري ابن بلدة عانا البقاعية. بيديه حمل صغيرته، أعطاها الى رجل غريب، غير آبه بالمصير الذي ستواجهه، لم يقتصر الأمر على ذلك بل قرر بيع طفلته الثانية، قبل أن تدخل والدتهما رندة.س. وتضع حداً للكارثة.
خلاف بين علي ابن حوش الامراء وزوجته، دفعها للعودة الى منزل والديها في النبي ايلا، تركت طفلتيها ابنة العام والعامين مع والدهما في منطقة الكرك حيث يسكنان، من دون ان تتوقع لوهلة أنه سيقدم على الاتجار بهما، ويبيع الصغيرة، مخططا لبيع الكبيرة. ايام قليلة قضتها عند اهلها قبل ان يطلب منها والدها علي.س. العودة الى منزل زوجها. حملت أمتعتها ومشت خطواتها حالمة بحضن صغيرتيها، لكن عندما وصلت لم تجد سوى واحدة، سألت زوجها عن مكان الثانية، اعترف بفعلته، شارحاً لها ان جاره صاحب محل السمانة عرض عليه بيعها الى قريب له حرم من الانجاب، وان الأخير طلب منه شراء الطفلة الثانية.
اتهام الوالدة!
ما ان سمعت الوالدة (23 عاماً) بهول الكارثة حتى سارعت الى تقديم شكوى لدى القوى الامنية، التي أجرت تحرّياتها قبل ان تقدم على توقيف سبع.ع. (85 عاما)، الذي ادلى بتفاصيل العملية، محددا مكان الشاري، فتم القاء القبض عليه وعلى شخص آخر متورط معه، كما أوقف والد الطفلة (23 عاما)، الذي اعترف خلال التحقيق بعرض ابنتيه للبيع، واتمام صفقة الصغيرة.
والد علي ويدعى عادل مصدوم مما قام به ابنه على الرغم مما قال لـ"النهار" "ابني لديه ضعف في عقله، كلما رأى شيئا يقول انه له، اذا استعار غرضاً من انسان يرفض ان يعيده معتبراً انه ملكه". وأضاف " علي يحب ابنتيه لكن أحمّل المسؤولية الى زوجته التي تطلب منه المال من دون رحمة".
"الطفر" هو السبب
"الطفر هو الذي دفع علي الى بيع ابنتيه"، وفق الجد عادل قبل ان يلفت "تعرف ابني على رندة قبل نحو ثلاث سنوات في معمل البلاستيك في بلدة المعلقة حيث كانا يعملان، أحبّها وارتبط بها، لكن طلباتها الكثيرة، ومعايرته بأزواج شقيقاتها كان السبب في قيامه بامور سيئة، فقد كان همه تأمين المال لها، وعندما لا يستطيع كانت تقع الخلافات بينهما".
وأضاف: "قبل أيام من الاشكال الذي وقع بينهما، اشترى لها كل ما تريد من ملابس وطعام، وعندما صرف كل المال افتعلت خلافاً وعادت الى منزل أهلها الذين يشجعونها دائماً على زيادة طلباتها".
قبل أسبوعين ترك علي عمله في المعمل، وبحسب مختار الكرك "هو شاب غير موزون، بالتأكيد ضُحك عليه وأُقنع ببيع ابنته، وكما هو معروف فان علي هو من أصحاب السوابق، اعتاد على السرقة ".