أعلن الرئيس الإيراني السابق وزعيم الحركة الإصلاحية محمد خاتمي عن دعمه الكامل للرئيس المعتدل حسن روحاني لولاية ثانية وتابع خاتمي: "كما يعتقد (نائب الرئيس الحالي إسحاق) جهانغيري وكل الحكماء، فإن مصلحة الشعب والبلاد هي في استمرار حكومة الرئيس روحاني" وحذّر خاتمي من عودة العقوبات ضد إيران وتهميش إيران من المجتمع الدولي.
وهكذا يستخدم الاصلاحيون رصيدهم السياسي من أجل فوز الرئيس روحاني مقابل منافسين شرسين محافظين وذلك بعد ما أعلنت جمعية العلماء المناضلين في العاصمة وجماعة المدرسين في الحوزة العلمية في مدينة قم عن دعمهما للمرشح المحافظ إبراهيم رئيسي.
إقرأ أيضا : رجل دين قاد الهجوم على مبنى السفارة السعودية في طهران
وبينما أعلن علماء دين محافظون عن دعمهم لرجل الدين ابراهيم رئيسي، تدعم المواقع المقربة من الحرس الثوري، اللواء محمد باقر قاليباف وابراهيم رئيسي على أمل أن يتنحى واحد منهما لصالح الآخر ويعيش المحافظون حالة الخوف من جهتين، فإنهم يحلمون للإجماع حول مرشح واحد ( إما رئيسي و إما قاليباف) ولكنهم ليسوا متأكدين من أن جمهور المرشح المتنحّي سوف يصوت للمرشح الذي يبقى وبقائهما بطبيعة الحال يؤدي إلى الانقسام القاتل.
الأفق الانتخابي في المعسكر الإصلاحي واضح تماما حيث أن المرشح إسحاق جهانغيري ( المعاون الأول للرئيس روحاني) سوف يتنحى لصالح الرئيس روحاني، بعدما استغل الفرصة الإعلامية المجانية المتاحة له في دعم روحاني.
إقرأ أيضا : إيران: قضية اقتحام السفارة السعودية ذروة المناظرة الاولى
وبالرغم من أن جهانغيري كان نجم المناظرة الأولى للمرشحين الستة وتمكن من لفت انتباه أغلبية الشعب عبر خطاباته وخاصة إعلانه عن أنه ترشح بطلب من العقل الجماعي للتيار الإصلاحي وأنه يمثل هذا التيار.
وبينما يراهن روحاني على إنجازاته في ولايته الأولى وأهمها الاتفاق النووي وتجنيب البلاد شبح الحرب، ويلفت نائبه إلى الوضع السيء الذي كانت تعيشه البلاد في عهد الرئيس محمود أحمدي نجاد والعقوبات المدمرة الدولية المفروضة على إيران إلا أن المرشحين المحافظين يكيلون الوعود المغرية وتوزيع الأموال على العاطلين عن العمل بينما يعرف الجميع بأن الخزانة لا تتحمل تلك الوعود وأن تحقيق تلك الوعود مستحيل لأنه يؤدي إلى تضخم خارج عن السيطرة.
إقرأ أيضا : المشهد الإنتخابي الإيراني: رئيسي وقاليباف ينافسان روحاني
ولكن المرشحان المحافظان يراهنون على جهل الفقراء أو فقر الجهلة ويخدعانهم بتوزيع المال، بينما رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني حذّرهما أكثر من مرة بأن تلك الوعود خادعة ومن المستحيل تحقيقها كما أن البرلمان لن يوافق على رفع مستوى الدعم المالي.
إن الانتخابات الرئاسية في إيران دخلت مرحلة حساسة ودقيقة جدا حيث أن المعركة أصبحت بين العقل والجهل وبين الحقيقة والوهم وبين الواقع والحلم وبين الاعتدال والتشدد. لم يتمكن روحاني من تحقيق جميع وعوده قبل 4 سنوات، ولكنه رفع الكثير من العراقيل ورفع القيود المكبلة على البلاد اقتصاديا وسياسيا ودوليا. وحتى الآن تشير الكثير من استطلاعات الرأي بأن روحاني متقدم على منافسيه، فهل يصمد الشعب امام الوعود المغرية الخادعة التي يتنافس قاليباف ورئيسي في تقديمها للشعب أم لا؟