تعرّضت مدرسة العزم في طرابلس لهجوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تداول ناشطون صوراً من قصة "من لحس قرن البوظة" للناشرة والمؤلفة اللبنانية في مجال أدب الأطفال رانيا زغير بعد إقرارها في المنهج الابتدائي هذا العام احتجاجاً على "الإيحاءات الجنسية" التي تتضمّنها وفقاً لبعض الأهالي.
وفي التفاصيل أنّ بعض الأهالي الذين اعتبروا أن مديرة المدرسة لم تستجب إلى مطلبهم بالتراجع عن اعتماد القصّة، رأوا أن المستوى التربوي والاجتماعي واللغوي الموجود في القصة يعارض الثقافة المحافظة لعائلات المدينة. فجاءت الحملة تحت شعار: "من يمنع الغرام والتبويس في إحدى مدارس طرابلس؟"، مرفقة برسومات من القصّة مع عبارتها: "كنت جالسة على حافة جسر خشبي أتساءل: كيف آكل هذه البوظة؟ هل ألحسها أم أكدشها؟"، "كيف بإمكاني أن آكلها من دون أن أشرشر على حالي؟"، "حَلْتَبيس ولَميس، لميس وحَلْتَبيس، حُبٌّ وغرامٌ ملبَّسٌ وشكولا وتَبويس".
في تعلقيها، رفضت مديرة المدرسة هبة نشابة الرد على "الحملة المغرضة"، فقالت: "إنّها السنة الأولى التي نقرُّ هذه القصّة في المدرسة، بعدما درسناها بدقّةٍ وعنايةٍ كما القصص الأخرى التي نقدمها لتلاميذنا. وهي سليمة لغوياً وتربوياً. وهناك كثير من المدارس الخاصة في طرابلس تعتمدها في حصة المطالعة لطلابها الصغار".
بدورها، استغربت زغير الحملة الموجهة ضد "من لحس قرن البوظة"، قائلةً: "هذه القصة التي مضى على نشرها 10 سنوات طُبِعت منها 60 ألف نسخة مع CD يتضمن القصّة مسموعة، وتُرجمت إلى 20 لغة، كما تُعرض على شكل رسومٍ متحركة على قناة الأطفال Cebeebees التابعة لـBBC البريطانية، من دون أن ألقى اعتراضاً واحداً على محتواها، وإنما لاقت ترحيباً ونجاحاً استثنائيّين".
وتعتبر زغير أن من يأخذ عبارات القصّة إلى منحى إيحائي جنسي، "لديه مشكلة مع اللغة المعجمية". إذ هل نستطيع أن نستبدل فعل "لحس" بفعل "لعق" مثلاً؟ أليس فعل "لحس" فعلاً مُعجمياً؟، تسأل زغير، وتتذكر أغنية "هيدا عمّي بو حاتم، هيدا لبّاس الخاتم، هيدا لحّاس اللبنة"، التي تربّى على سماعها الأطفال. فـ"هل تعبير لحّاس إيحائي أيضاً؟".
المشكلة الحقيقية، وفق زغير، "أننا نجهل مغزى أدب الأطفال، ونضع عدسة دينية على اللغة. وهناك من لا يريد أن يفصل الدين الاجتماعي عن التربية المدرسية. وهذه من إحدى الأسباب التي تجعل الطلاب ينفرون من اللغة العربية، لأننا نختار نصوصاً جافة ومملة تكون لغتها بعيدة من لغة الأطفال المحكية، بدل أن نضع قاموساً لغوياً للأطفال بسيطاً وقريباً من واقعهم".