في مقالته، لفت الكاتب إلى أنّ لبنان، الذي يقدّر فيه الناتج المحلي السنوي بـ48 مليار دولار، ينفق ما يقارب الـ20 مليار دولار بسبب استضافته هذا العدد من النازحين السوريين، عارجاً على أزمتي الكهرباء والمياه والكارثة البيئية الناتجة عن عدم معالجة مياه الصرف الصحي.
وانطلاقاً من حاجة لبنان إلى حماية حدوده من تنظيمي "القاعدة" و"داعش" "اللذين يهددان البلاد والجيش اللبناني يومياً"، قال غابرييل: "لحسن الحظ، وثقت الولايات المتحدة بالجيش اللبناني ودعمته، فأمّنت له أكثر من 90 في المئة من عتاده ودعمه اللوجيستي ودوراته التدريبية. وفي المقابل، رفض الجيش قبول معدات عسكرية من روسيا وإيران مفضّلاً عليها العلاقة المميزة التي تربطه بالولايات المتحدة".
في السياق نفسه، عبّر الكاتب عن دهشته خلال لقائه مع قائد الجيش الجديد العماد جوزيف عون، الذي سيزور الولايات المتحدة هذا الأسبوع، إذ تبيّن له أنّ لبلاده شريكاً ومعاوناً حقيقياً في القتال الواسع النطاق ضد الإرهاب الذي تخوضه في المنطقة.
وبناء عليه، رأى غابرييل أنّ إقدام الولايات المتحدة على تخفيض دعمها للجيش اللبناني غير مناسب حالياً، معتبراً أنّ لبنان بحاجة ماسة إلى دعم أميركي متناسق يمتد على سنوات ليضع بالتعاون مع الجيش الأميركي استراتيجيات تمتد بدورها على سنوات وتمكّن الطرفان من خوض معركتهما المشتركة والمتواصلة ضد الإرهاب.
إلى ذلك، رأى الكاتب أنّ بلاده دعمت المصرف المركزي، "شريك الولايات المتحدة الموثوق به"، لضمان مراعاة نظامه المالي قوانين الولايات المتحدة، لافتاً إلى أنّ المصرف يعمل بشكل وثيق مع وزارة الخزانة الأميركية لمنع تدفق "أموال حزب الله" عبر المصارف اللبنانية.
وفيما لفت غابرييل إلى أنّ المصرف المركزي لجأ إلى الغرب طلباً لمساعدته على إعادة بناء لبنان وإيجاد فرص عمل للنازحين السوريين أكّد أنّه ينبغي على بلاده أن تكون على قدر التحدي، مؤكداً أنّ الحل الأمثل بالنسبة إلى لبنان والنازحين يكون بوضع حد للحرب السورية.
في هذا الإطار، أشار الكاتب إلى أنّ عدداً كبيراً من المسوؤلين اللبنانيين الذين التقاهم عبّروا عن تفاؤلهم بقدرة إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب بعد خطوتها العسكرية الأخيرة على إعادة القوة والقيادة إلى واشنطن التي افتقدتهما بشدّة العقد الفائت، وبالتالي سوقها روسيا والرئيس السوري بشار الأسد إلى طاولة الحوار.
ختاماً، شدّد غابرييل على وجود سبل تدعم حلولاً مربحة لكل الأطراف بالنسبة إلى بلدان مثل لبنان، خالصاً إلى أنّ الولايات المتحدة التي أقامت شراكات يمكن الاعتماد عليها معه في الماضي قادرة على سلوك النهج نفسه في المستقبل.
( "لبنان 24" - The Hill)