لا شك بآدمية ونظافة كف رئيس الحكومة الأسبق الدكتور سليم الحص، ويسجل له من هذه الناحية كل تقدير وإحترام إنما هذا وحده غير كاف ولا يجعل من سليم الحص رجل مواقف حازمة يمكن أن تعكس دائما لقب "ضمير لبنان" !!
فالضمير لا يمكن أن يتجزأ، أو أن يفعّل ويستيقظ غب الطلب، فإما أن يكون "ضمير" حي بمقاربة كل الموضوعات والمواقف المستنكرة والمدانة عند صاحبها بدون حسابات أو إعتبارات سياسية رخيصة، أو أن هذا "الضمير" أو السمعة الحسنة قد تتحول في لحظة إلى أداة طيعة بيد مجرم من هنا أو سفاك من هناك يستغل السمعة الطيبة ويتدثر بعباءة نظيفة ليمارس تحتها أبشع جرائمه، وحينئذ تتحول هذه العباءة إلى عباءة مشبوهة وخطرة يجب تمزيقها.
إقرأ أيضًا: فليكرر السيد حسن دعوته، ولكن لإسرائيل هذه المرة
موقف سليم الحص (87 عامًا) المتضامن مع الأسرى والمعتقلين الفلسطينين في سجون العدو، كان ليعتبر موقفًا عظيمًا ومبدئيًا لو أنه كان قد سبقه موقف مماثل، متضامن ومستنكر لما يحصل من جرائم حرب وفظائع بحق الإنسانية في أقبية حليفه بشار الأسد، والتي تحتوي في بطون ظلامها مئات المعتقلين اللبنانين أيضًا فضلًا عن آلاف مؤلفة من السوريين، والموثقة تلك الجرائم بالصور والوثائق والشهادات والتي يعرفها رئيس حكومة لبنان الأسبق ويحفظها عن ظهر قلب.
إقرأ أيضًا: بشار أهم من المقاومة
قد تؤهل أودمة سليم الحص بأن يكون إمام جماعة، أو محاضرًا في في قاعة جامعة عن الأخلاق الشخصية، أما أن يرى معاناة الأسرى الفلسطينيين ومطالبهم التي يحسدونهم عليها وبأقل منها بملايين المرات أسرى النظام السوري، بل ويحسدونهم على ما يتمتعون به من رفاهية لا يتجرأون على أن يحلموا بها مجرد حلم، فهذا أمر بين أمرين فإما أن هذا الموقف التضامني هو من باب المزايدة وتسجل نقاط هملونية في سجل نضال وهمي دفعنا وندفع منذ عقود أثمانه الباهظة، وإما هو نتيجة "عور" إنساني، وعلى كلا التقديرين فلا يمكن أن يكون نتاج صفاء ضمير لأن الضمير لا يمكن أن يكون أعورًا.