يسود اعتقاد في المجتمع وينتشر، خصوصاً عند الكبار في السنّ، بأنّ المرأة في العشرينات تكون في "عزّ صباها"، إذاً هي أكثر خصوبة واستعداداً لإنجاب الأطفال وتربيتهم. وهي إن وصلت إلى عمر الثلاثين من دون أن تتزوّج يخشى أهلها وأقاربها بألّا تتمكّن من الإنجاب إذا أقدمت على الارتباط. فهل هذه المعتقدات صحيحة؟
دراسات عديدة، تحدّد العمر المثالي للإنجاب بعد سنّ الثلاثين، فقد خلصت دراسة إنكليزية إلى أنّ المرأة في الثلاثينات تحظى بفرَص أكبر في إنجاب أطفال أكثر ذكاءً من تلك التي تُنجب في العشرينات أو في الأربعينات. وأكّد الباحثون في كليّة لندن للاقتصاد أنّ الأطفال الذين يولدون لأمهات في الثلاثينات يتميّزون بمهارات معرفية عليا لأنّ المرأة في هذا العمر تكون قد حَظيت بفرصة التعلّم أكثر من المرأة في العشرينات وراكَمت خبرة في العمل والحياة ما يضمن لها راتباً أعلى وفرصاً للتطوّر ومزيداً من الاستقرار في علاقتها الزوجية وزيادة قدرتها الشرائية وإمكانية الحصول على الرعاية الصحّية السابقة للولادة، والتخطيط للحمل. وتشير المعطيات إلى أنّ الأمهات البالغات أكثر من 30 عاماً هنّ أكثر يقظة ويؤدّين دورهنّ بإتقان أكبر مقارنة مع الأصغر سنّاً.
إلى ذلك، يُعتبر إنجاب طفل بعد سنّ الـ 33 ضمانة لطول عمر المرأة بحسب دراسة استقصائية أجراها باحثون في جامعة "بوسطن". وتبلغ فرصة زيادة عمر هذه الأم حتى سنّ الـ 95 عاماً.
ويُعتقد أنّ هذه الأم بعد سن الثلاثين تكون أقلّ عرضة للتدخين وأكثر اهتماماً بقراءة القصص لأطفالها ما يُسهم في تطوير قدراتهم العقلية ووعيهم. إلى ذلك درس الباحثون في جامعة ايراسموس في هولندا السنّ المثالية لحمل المرأة، فوجدوا أنّ المرأة في عمر 32 عاماً تكون الأكثر خصوبة وتتمتّع بفرصة 90 في المئة للحمل بطفلها الأوّل.