لا شكّ في أنّ كل امرأة ستتعرّض يوماً ما لانقطاع الطمث (Menopause) الذي لا مفرّ منه، على غرار ظهور التجاعيد مع التقدم في العمر. لكن هل من وسائل تساعد على منع دخول هذه المرحلة باكراً؟يؤدي انقطاع الطمث، الذي يحدث في المتوسط بدءاً من 50 عاماً، إلى مجموعة أعراض تشمل الهبّات الساخنة، والتعرّق الليلي، واضطرابات النوم، ومشكلات جنسية، وجفاف المهبل، ووجع أثناء ممارسة الجنس، وتقلّبات المزاج، وخسارة كتلة العظام. لكن يمكن للمرأة أحياناً أن تدخل هذه الفترة قبل 40 عاماً، ما يُلحق الضرر بحالتها النفسية والجسدية.
في حين أنه يتم تحديد انقطاع الطمث الطبيعي وأيضاً المُبكر مُسبقاً من خلال الجينات، إلّا أنّ هناك مجموعة خطوات يمكن القيام بها لتأخير ظهور هذه الفترة، أو أقلّه المساعدة على خفض أعراضها:
معرفة عوامل الخطر
لا مفرّ من التعرّض لانقطاع الطمث، لكنّ توقيت بدء حصول هذا الانتقال الهورموني يتأثّر في عوامل عديدة تشمل الاستعداد الوراثي، والتاريخ العائلي، واضطراب الكروموزومات، وانخفاض الوزن بشدّة، والبدانة، والتدخين منذ أعوام عديدة، والخضوع مُسبقاً لعلاج كيماوي أو إشعاعي، ومعاناة أمراض المناعة الذاتية، وداء الصرع. صحيح أنّ بعض هذه العوامل لا يمكن تغييره، إلّا أنّ بعضها الآخر كالوزن والتدخين يمكن السيطرة عليه بطرق عديدة.
عدم المبالغة في التمارين
الرياضة هي أفضل وسيلة يمكن اللجوء إليها للمساعدة على تأخير انقطاع الطمث المُبكر بما أنها تساهم في تنظيم الهورمونات وضمان مستويات طبيعية من دهون الجسم. لكن من المهمّ الانتباه إلى كثافتها بعدما تبيّن وجود علاقة بين التمارين الشديدة و/أو الطويلة وانقطاع الطمث المُبكر. الإفراط في الرياضة يؤدي إلى خلل هورموني يسبب عدم انتظام الإباضة واحتمال التعرّض لاستنزاف هورموني مُبكر.
الإقلاع عن التدخين
إستناداً إلى "American Society of Reproductive Medicine"، يُعتبر التدخين من الأمور القليلة المعروفة بتحفيز انقطاع الطمث المُبكر. الكيماويات الموجودة في السجائر، كالنيكوتين وأول أوكسيد الكربون، قد تسرّع معدل فقدان البويضات. نتيجة هذا الواقع، فإنّ النساء اللواتي يدخنّ يتعرّضن لانقطاع الطمث قبل 1 إلى 4 أعوام من نظيراتهنّ اللواتي لا يدخنّ.
تجنّب السموم البيئية
هل يمكن للماكياج، وغسول الجسم، وزجاجة المياه، وغيرها من الأدوات أن تحفّز تغيّرات هورمونية جدّية؟ لا زال العلماء في صدد كشف الإجابة الصحيحة، لكنّ الأبحاث الأولية أظهرت أنّ انقطاع الطمث المُبكر قد يتفاقم جزئياً من خلال الكيماويات البيئية المعروفة باضطرابات الغدد الصماء التي تتداخل مع قدرة الجسم على تنظيم الهورمونات، وتكون متوافرة غالباً في البلاستيك، والـ"Phthalates" المستخدمة في مستحضرات التجميل، والسلع المنزلية، وحتّى حاويات الطعام. وإنّ تقليص التعرّض لهذه الكيماويات قدر الإمكان قد يساعد على ضمان التوازن الهورموني.
الحذر من الكحول
يُرجّح أنّ الكحول بحدّ ذاتها لن تسرّع انقطاع الطمث، غير أنّ كثرتها قد تحفّز هذا الأمر في حال وجود عوامل خطر أخرى. كذلك فقد رُبط الاستهلاك المفرط للكحول والكافيين بخفض الخصوبة. في حال القلق بشأن هذا الموضوع، يُنصح دائماً بعدم احتساء أكثر من فنجان قهوة يومياً، وكأسي كحول أسبوعياً.
ضمان وزن صحّي
يتمّ تخزين الإستروجين في الأنسجة الدهنية، ما يعني أنّ زيادة الوزن تُعتبر سبباً رئيسياً للإستروجين الزائد لدى النساء هذه الأيام، والذي قد يؤدي إلى فشل المُبيض.
وبالمثل، فإنّ انخفاض الوزن عن المعدل الطبيعي يدفع الجسم إلى التفكير في الشعور بالجوع والحاجة إلى إيقاف كل الأنظمة غير الضرورية للحياة كالخصوبة. كلما تفاقمت زيادة الوزن أو قلّته، ارتفع احتمال التعرّض لانقطاع الطمث المُبكر.
لحسن الحظ أنه يمكن السيطرة على الوزن وإبقاء الرقم ضمن معدله الطبيعي لتوازن الهورمونات. إنّ الرياضة، والنظام الغذائي الصحّي، والنوم لساعات كافية، والسيطرة على مستويات التوتر، تُعتبر من العوامل الرئيسية لجسم رشيق وصحّي.
(سينتيا عواد - الجمهورية)