مع إنتشار إستخدام مواقع التواصل الإجتماعي، أصبح العالم الرقمي مليئاً بالعديد من الظواهر الإيجابية والسلبية الخطرة، ومن بينها ظاهرة الإبتزاز الإلكتروني بدافع الإيقاع بالرجال والنساء بهدف كسب المال بطريقة غير مشروعة.
تُعتبر الجرائم الإلكترونية، من الجرائم العابرة للقارات، بحيث من الصعب الإحاطة بها من طرف معيَّن، ما جعلها تتزايد يوماً بعد يوم وتنتشر بشكل كبير، في ظل غياب برامج التوعية التي تلعب دوراً مهماً في إيصال المعلومة للمستخدم بشكل صحيح.
إختيار الضحايا
يختار قراصنة الإنترنت في غالبهم ضحاياهم بعشوائية، ولا يستهدفون أشخاصاً بحدّ ذاتهم، حيث يعملون على إنشاء حساب وهمي على شبكة التواصل الإجتماعي فايسبوك أو تويتر أو غيرها من الشبكات، ويعملون على تزيينها بصور لفتيات مثيرة ومغرية من شأنها أن تجلب لهم مستخدمين ليسوا على دراية بطرق النصب والأحتيال الإلكترونية، وساعين وراء المتعة عبر الإنترنت. لذلك يعمد هؤلاء المستخدمون الى قبول طلبات الصداقة من هذه الحسابات المزيّفة، وهنا تبدأ القصة.
كسب الثقة وفخّ الإبتزاز
يقوم المبتزّون أصحاب الحسابات المزيّفة بعد قبول المستخدم طلب الصداقة، بمحاولة الدخول في دردشة معه، ويحاولون كسب ثقته وتوطيد العلاقة معه. وكل ذلك تمهيداً لإجراء مكالمات صوتية وبعدها الإنتقال الى مكالمات عبر الفيديو، تبدأ بأحاديث عادية وتتحوّل الى كلام خارج عن المألوف، لتصل الى أحاديث وإغراءات جنسية وجذب غير مشروع. وهنا تقع غالبية المستخدمين في الفخ.
فعندما يقبل المستخدم الدخول في محادثة الفيديو، يقوم صاحب الحساب المزيَّف بتشغيل مقطع فيديو لفتاة تتعرّى كان يحتفظ به في حاسوبه سابقاً، أو بمساعدة فتاة تعمل معه، ويطلب من المستخدم أن يشرع بعد ذلك هو الآخر في التعرّي أمام الكاميرا ويطلب أشياء أخرى كممارسة العادة السرية. وإذا إستجاب المستخدم، يقوم المبتزّ صاحب الحساب المزيَّف بتسجيل هذه المحادثة الفيديوية.
وفور إنتهائه منها يتفاجأ المستخدم برسالة من المبتزّ يهدده، إما أن يرسل له المال أو أنه سينشر الفيديو على الإنترنت وسيرسله الى أقاربه وأصدقائه. وللمزيد من الضغط، يقوم المبتزّ بإرسال مقطع من الفيديو المسجّل الى المستخدم نفسه، وهنا تبدأ المعاناة النفسيّة والحيرة بين الخضوع ودفع المال، وبين التماسك والإتكال على الحظ.
التجاهل والحظ
لعل أوّل ما يفكر فيه المستخدم الذي وقع في الإبتزاز، هو كيفية التخلص من المبتزّ، محاوِلاً إقناعه عبر التوسّل اليه بعدم فضحه، وهذا من أكبر الأخطاء التي يمكن القيام بها. فالمبتزّ لن يسمع ولن يفهم، وهمه فقط أن يحصل على المال. وكلما إنهار المستخدم أمامه كلما طلب مالاً أكثر.
وهنا نشير الى أنه لا يجب دفع أيّ مبلغ لقاء عدم نشر الفيديو، لأنّ المبتزّ لن يكتفي بذلك طبعاً، وسيلاحق المستخدم الضحية كلما أمكنه ذلك ولو لسنوات، وسوف يطلب منه المال مراراً وتكراراً وبشكل لا ينتهي. لذلك من الأفضل تجاهل تهديدات المبتزّ، وعدم التواصل معه مجدّداً، والإتكال على الحظ، وعلى أنّ المبتزّ لن ينشر الفيديو في حال لم تدفع الضحية له المال لعدم وجود مصلحة في ذلك.
وبعدها يجب على المستخدم، وعلى الرغم من صعوبة الموقف، التوجّه فوراً الى الجهات المختصة في هذه الحالات، وتبيلغهم ورفع شكوى ضد المبتزّ، والتقيّد بإرشاداتهم ليتمكنوا من جمع أكبر قدر من المعلومات ليتعرّفوا الى هوية المبتزّ الحقيقية وإلقاء القبض عليه إذا أمكن.