بعد ست سنوات من الصراع الدامي في سوريا، طرحت روسيا مشروعا لإنشاء "أربع مناطق آمنة" في عدة محافظات سورية، على ان ترسل الدول التي ستضمن الأمن في هذه المناطق قوات عسكرية لها إلى هذه المناطق وتقوم بحمايتها . بل تحدث المشروع المطروح في مؤتمر أستانا عن "ترسيم حدود" لهذه المناطق الأربع !!
والأخطر في هذه المناطق هي المنطقة التي يعمل على إيجادها في الجنوب السوري والتي يمكن ان تمتد من حدود الأردن في درعا إلى الجولان السوري الذي تحتله إسرائيل . حيث أن هذه المنطقة سوف تكون بمثابة حزام أمني يحمي إسرائيل من أي أعمال عدائية ضدها من أي جهة كانت .
إقرأ أيضأً: فلنَدُس على إسلامات الشيطان !!
وقد بدأ تنفيذ هذا المشروع عندما بدأت الأطرال المتنازعة بتبادل قرى بين أرياف دمشق وأرياف إدلب، والتي كان آخرها اتفاق المدن الاربعة التي تضم الزبداني مضايا-الفوعة كفريا، بينما بدأ فصيل جيش الإسلام في الغوطة بتنظيف الغوطة الشرقية من جبهة النصرة وحلفائها تمهيدا لتنفيذ المنطقة الآمنة في الغوطة الشرقية بعد تفريغها من الفصائل التي تعتبرها روسيا وأمريكا منظمات إرهابية .
ست سنوات من الصراع تحت عناوين مختلفة وأنهار من الدماء وتلال من الجثث وتشريد الملايين في أصقاع الأرض، ثم ينتهي الأمر بتهدئة الامور على أساس جزر أمنية هنا وهناك لن تكون حلا وستكون مجرد تصحيح خطأ ارتكبه المخططون للفتنة السورية ولم يلتفتوا إليه عندما وضعوا خطتهم التدميرية لسوريا، وهو خطأ تحول أوروبا وأمريكا وغيرهما إلى بلاد لجوء للمهجرين السوريين "الغير مرغوب بهم" عند هؤلاء، وهو خطأ لم يكن في حسبان هذه الدول . وهذا الأمر لا يعني بحال توقف الحرب في سوريا، بل كل ما يعنيه وجود المناطق الأربعة هذه هو إراحة المتآمرين على سوريا وشعبها من عبئ النزوح السوري، وأن يجد المتقاتلون مكانا آمنا لعوائلهم كي يكون ذلك حافزا لهم على الإستمرار في التوغل في أحلامهم العبثية التي لن تكون سوى أضغاث أحلام سرعان ما سيستيقظون منها ويجدوا أنه لم يبق شيء من بلادهم وتراث آبائهم !!
إقرأ أيضاً: الدجال الإيراني العظيم يحرق بلادنا!!
المهم الأخطر، هو أن الأطراف المتصارعة كلها قد وقعت في وهم أحلامها بالسيطرة على سوريا وحكمها كما يحلوا لكل منها، ثم تحويلها لمنصة إطلاق لمشاريع الدول والأمم -التي أوقعتهم في هذا البئر العميق- في المنطقة .
فالسوريون بكل أطرافهم قد دفعوا أثمانا ضخمة نتيجة حساباتهم السرابية الخاطئة التي صورتها لهم أمم الشرق والغرب على أنها ماء عذب، فتبين أنها مجرد سراب يحسبه الظمآن للحرية ماء، ولما وصلوا إلى بقيعة هذا السراب وعاينوا حقيقة الأمر بأعينهم وشعروا به بكل جوارحهم المقطعة، ندموا في سرهم ندما عظيما وسيتنادمون كلهم قريبا جهارا نهارا حيث لن ينفع الندم .
ألم يحذركم نبيكم (ص) من فتنة الشام ؟!!