على طريقة الأحزاب والحركات الإسلامية المتشددة، إن في مصر الأخوان المسلمين أو إيران ولاية الفقيه، حيث تخوض هذه التيارات الإنتخابات تحت شعارات وبرامج وطنية أين منها شعارات ونظريات رينيه ديكارت ويكاد يخجل منها جان جاك روسو ويشعر ميشال فوكو أمامها أنه مجرد تلميذ صغير.
حتى إذا ما وصلوا وإستلموا زمام الأمور وجلسوا على عرش السلطة، خلعوا عن وجهوهم كل تلك الأقنعة الزائفة وأظهروا حقيقتهم المتخلفة ليبدو جليًا أن كل تلك الشعارات عن الديمقراطية والوطنية والتغيير والإصلاح وما إلى هنالك من أدوات حضارية حديثة ومفاهيم إنسانية معاصرة ما هي إلا سلّم يستعمل للوصول ولمرة واحدة،، وبعد ذلك يتحول إلى مجرد حطب يشعلون به مواقد أفكارهم البالية والمتخلفة.
إقرأ أيضًا: القرار 1701 بين حزب الله وحركة أمل
فما كان يسمى " بالتيار الوطني الحر " ها هو الآن يكشف عن وجهه المسيحي المتخلف، وينادي بحقوق المسيحيين والصوت المسيحي والقانون المسيحي بعد أن كان لوقت قريب يشكل رافعة إصلاحية راهن عليها الكثير من المنغشين بشعاراته حتى كاد يصل الحال بجريدة الأخبار مثلًا والتي لطالما شكلت رأس حربة في إيصال ميشال عون إلى بعبدا أن تقول " ليتني كنت أعلم ".
لقد إستطاع " القديس " جبران باسيل رئيس هذا التيار وبفترة وجيزة جدًا ومن خلال أداء أقل ما يقال فيه أنه لا ينتمي إلى هذه الحقبة الزمنية من التاريخ أن يجعل من حزب القوات اللبنانية المتهمة بالراديكالية والتطرف المسيحي بأن تبدو أنها من الأحزاب الوطنية البراغماتية التي تعمل بواقعية سياسية.
إقرأ أيضًا: حزب الله: حركة أمل أيضًا صارت شيعة سفارة ؟؟!!
مشكلة جبران باسيل أنه يحاول الآن وفي زمن السلم، أن يرث " الصليب المشطوب " وأن يحوّل حزبه إلى " حزب الرب " في زمن تتساقط فيه كل الأديولوجيات الدينية وتحارَب فيه كل المظاهر المتطرفة التي إنما نبتت بلحظة إختلال تاريخي بالخصوص في بلد مثل لبنان، حيث الزمن لن يعود إلى الوراء ..