كشف الكاتب الصحفي، والناقد السينمائي، أشرف غريب، عن تفاصيل جديدة ومثيرة حول علاقة المخابرات المصرية بالمطرب عبد الحليم حافظ والممثلة سعاد حسني، وحقيقة اختطاف النجمين، والخدعة التي أنقذتهما.
وقال غريب لـ"بي بي سي" إن رئيس جهاز الاستخبارات المصرية في الستينيات، صلاح نصر، حاول الاستفادة من العلاقة السرية الخاصة التي جمعت حليم وسعاد في توجيه ضربات موجعة للمطرب الراحل؛ لكراهيته له؛ بسبب قرب عبد الحليم من الرئيس عبد الناصر ونائبه عبد الحكيم عامر".
وتابع: "محاولة تجنيد سعاد حسنى للعمل مع جهاز المخابرات في ذلك الوقت كانت حلقة في هذه الحرب الخفية بين عبد الحليم وصلاح نصر".
ويسلط غريب في أحدث كتاب له جاء تحت عنوان "العندليب والسندريلا.. الحقيقة الغائبة"، الضوء على تفاصيل هذه الحرب وحقيقة اختطاف الرجل القوى لكل من النجمين الشهيرين، والخدعة التي أنقذتهما في تلك الليلة المثيرة، واللحظة التي طلب فيها عبد الحليم حماية الرئيس عبد الناصر له ولسعاد من ملاحقات صلاح نصر".
ويفرد الكتاب، الصادر عن دار الشروق، مساحة كبيرة حول طبيعة العلاقة بين عبد الحليم حافظ وسعاد حسني، ويكشف كيفية تحول قصة الحب الملتهب إلى سيل من السباب والشتائم والاتهامات المتبادلة بين الطرفين، بعد أن وصلت الأمور بينهما إلى طريق مسدود.
ويقدم الكتاب أحد عشر دليلا تشكك بالوثيقة التي أعلنت عنها أخت سعاد حسنى غير الشقيقة قبل أشهر قليلة ما اعتبرته وثيقة زواج أختها من عبد الحليم حافظ. رغم أن الكاتب لا ينكر زواج العندليب من السندريلا معتمدا على شهادات مجموعة من معاصريهما.
ويلقي الكتاب الضوء على كيفية تداخل السياسة والفن، وتعارض المصالح مع المشاعر، متمثلا في علاقة النجمين، اللذين لا يزال المصريون والعرب يتحدثون عن فنهما.
لكن الكتاب يؤكد أن صلاح نصر لم يكن السبب المباشر في نهاية علاقة العندليب بالسندريلا، ويكشف أن محاولة تجنيد سعاد للعمل مع المخابرات، وحسب اعترافات صفوت الشريف وزير الإعلام السابق ورجل المخابرات المسؤول في ذلك الوقت عن تجنيدها، كانت في شهر أكتوبر/ تشرين الأول 1963 تقريبا، وأن هذه العملية انتهت تماما في صيف 1964، بعد أن رفضت سعاد التعاون مع الجهاز، بينما استمرت علاقة النجمين الكبيرين حتى صيف 1966.
وقال غريب لبي بي سي إنه "حاول توضيح شكل من أشكال تعارض المشاعر مع المصالح، ما يؤدي إلى تغيير حسابات الحب وتبدل مصيره". ويرى غريب أن "الجمهور كان أحد أسباب عدم وصول قصة حب النجمين المعروفين إلى محطة النهاية السعيدة".
وفى ملف العلاقة بين السندريلا والمخابرات، توقف الكتاب عند اعترافات رجل المخابرات المصري أحمد الهوان، المعروف إعلاميا بـ"جمعة الشوان ". وكان الهوان قال قبل سنوات إنه تزوج سعاد عرفيا لمدة تسعة أشهر عام 1969.
غير أن غريب -بحسب بي بي سي- يبدى دهشته من تلك التصريحات التي تتنافى، حسب رأيه، مع منطق الأمور وما يسميه هو الضبط التاريخي للأحداث. ويوضح أن سعاد كانت في ذلك الوقت على وشك الاقتران بزوجها -بعد ذلك- المخرج السينمائي المعروف على بدرخان، الذى أخرج لها واحدا من أشهر الأفلام التي أدانت انحراف جهاز مخابرات صلاح نصر، وهو فيلم "الكرنك" في عام 1975.
وقال غريب، في تصريحات تلفزيونية سابقة، إن "نجومية الراحل عبد الحليم حافظ كانت تغفر له أي شيء، وكان ذكيا؛ لأنه كان يختار الأدوار التي لا تظهر أنه محدود الموهبة التمثيلية، وكلما زادت نجوميته قل مستواه التمثيلي".
وتابع خلال حواره ببرنامج "لدي أقوال أخرى"، عبر إذاعة «نجوم أف إم»: "ما لا يعرفه الكثيرون أن الفنانة إنعام سالوسة هي من علمت سعاد حسني التمثيل، وعبد الحليم سمع عن سعاد، وعرف أنها عملت حسن ونعيمة، وأنها أخت الفنانة نجاة الصغيرة، وأنها لا تمثل كثيرا؛ لأنها تعيد المشهد أكتر من مرة، فقرر أن يتبناها في فيلم (البنات والصيف)".
وأضاف أن "العندليب كانت تجمعه صداقة قوية مع الراقصة ميمي فؤاد، وهي رفيقة دربه أيام الجوع، وكانا يعملان في فرقة متجولة، ولكن مجرد ما وصل العندليب لعالم الشهرة تنصل من علاقته بها، وحاولت مطاردته أكثر من مرة، لكنها استسلمت في النهاية وابتعدت عنه".