ماذا يجري في داخل مخيم البداوي في الشمال؟ وهل ثمة احتمال أن ينزلق هذا المخيم القريب من طرابلس بين ليلة وضحاها الى وضع يستنسخ تجربة الوضع في مخيم عين الحلوة في الجنوب والمشكو منه منذ زمن؟
هذا السؤال أثير بشكل ملح في الأيام القليلة الماضية بعدما سجلت التقارير الامنية الرسمية المختصة وقوع أكثر من عشرة حوادث في نحو أسبوع كان آخرها اطلاق نار على أمين سر القيادة الفلسطينية الموحدة في المخيم وهي الجهة المولج اليها تكريس نوع من إدارة محلية للوضع في المخيم على غرار ما هو في كل مخيمات اللاجئين في كل لبنان. وقبلها سجّلت اشتباكات وعمليات اطلاق نار كانت تتم ليلاً بشكل مستمر، فضلاً عن اشكالات وقعت بين مسلحين من المخيم إياه وبين قوى امنية.
وهذا الواقع العنفي الذي تعدى المألوف فرض جواً من الرعب بين سكان المخيم وموجة من الاستياء بين قيادات الفصائل وأعضاء اللحمة الشعبية في المخيم وفاعلياته ووجهائه لا سيما بعد ان تكرر مراراً واوقع مصابين ونشر أجواء من الخشية والاحتقان في المخيم مترافقاً بطبيعة الحال مع تسليط وسائل اعلام وجهات الاضواء على الوضع المستجد على نحو عزز الصورة السلبية وأوحى أن المخيم الثاني للاجئين الفلسطنيين في الشمال بعد محيم نهر البارد والذي يؤوي ما يقارب نحو 15 الف لاجىء مضافاً اليهم مئات العائلات الفلسطينية التي نزحت من مخيم اليرموك في سوريا. وبإيجاز سرت اخيراً أجواء من الاعتقاد فحواها أن الاوضاع في المخيم قد بدأت تفلت تدريجاً من يد الجهات المعنية والماسكة بزمام السيطرة والضبط على المخيم مما يضع المخيم امام احتمال تجربة الوضع المر في مخيم عين الحلوة.
"القضية من اساسها ليست صراعاً بين فصائل او تعارضات بين قوى وتيارات في المخيم واستطراداً لا يمكن اعتبارها اشتباكات على خلفيات سياسية" يقول المسؤول عن "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" في لبنان مروان عبد العال لـ "النهار"، مضيفاً:" انها صراعات بين عناصر خارحة عن القانون وليس لديها اي اعتبارات سياسية وهو امر يعرفه جميع المعنيين بمن فيهم السلطة اللبنانية. وهو وضع أقلق سكان المخيم فسارعوا الى التعبير باشكال مختلفة عن رفضهم المطلق لهذه الممارسات والاعمال المخلة، وبالتحديد افصحوا عن اعتراضهم ورفضهم لكل ما ما من شأنه النيل من الاستقرار في المخيم او يفضي الى توتير الاجواء في داخله أو بينه وبين محيطه او بين المخيم والسلطة اللبنانية وذلك من خلال عقد لقاءات وتنظيم اجتماعات موسعة واتصالات مع كل الحهات المعنية وفي مقدمها الاجهزة الرسمية بهدف اعادة الاستقرار الى المخيم والضرب بيد من حديد على المخلين وحسم سريع للامور والحد م نأي مظهر من مظاهر الفلتان". وقد بدا مطمئناً الى ان الامور لن تخرج عن نطاق السيطرة في المخيم، وهي ستعود سيرتها الأولى لان ثمة إجراءات جدية وقائية وردعية اتخذتها الفصائل والجهات المولجة بالتنسيق مع الدولة".
وبحسب معلومات حصلت عليها "النهار" من اكثر من مصدر فإن المخلين عبارة عن مجموعة متاجرين بالمخدرات والممنوعات وهم من خلال ممارساتهم الاخيرة عبر إطلاق النار وافتعال اشتباكات وإرسال رسائل تهديد ارادوا فرض امر واقع ومن ثم تكريس مناخات رعب في داخل المخيم لترهيب المعترضين من جهة، وليكون لهم حرية التحرك براحة أكبر من جهة اخرى وذلك بتشجيع من رؤوس كبيرة من خارج المخيم" .
وأشارت الى انه تم في الساعات الماضية اعتقال قسم من هذه المجموعة وسلم الى الاجهزة الرسمية، فيما فرّ الجزء الباقي بتسهيل من "مشغليهم".