كشفت بريطانيا عن غواصة نووية جديدة بقدرات فائقة، بإمكانها أن تجوب العالم دون أن تطفو على السطح، وأن تصيب أهدافها على بُعد 745 ميلاً بصواريخ كروز، وذلك بحسب تقرير لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، الخميس 27 أبريل/نيسان 2017.
والتُقطت صورة للغواصة البريطانية "إتش إم إس أودايشوس" النووية، وهي تتحرَّك من حوضها الجاف بمدينة بارو في فورنيس، شمال غربي إنكلترا. وتجري حالياً استعدادات لتجهيز أحدث غواصات البحرية الملكية في المياه قبل أول رحلةٍ لها في البحر.
ويشير تقرير الصحيفة البريطانية إلى أن عمليات تصنيع الغوَّاصة بدأت منذ 10 سنوات، ولكن الآن ستبدأ غوَّاصة "إتش إم إس أودايشوس" النووية، التي يصل طولها إلى 318 قدماً وتزن 7.4 ألف طن، أولى رحلاتها في المياه لأول مرة السبت 29 أبريل/نيسان الحالي، في أثناء حفل تدشين في مقاطعة كمبريا البريطانية.
وكجزءٍ من مشروعٍ يُقدر بمليار جنيه إسترليني (ما يُقدَّر بـ1.29 مليار دولار)، تُعد "غوَّاصة إتش إم إس أودايشوس" هي الرابعة من أصل 10 غواصات بتكليفٍ من الحكومة البريطانية لوضع معيارٍ جديدٍ للأسلحة البريطانية.
ومع التوترات والاستعراضات العالمية للقوة العسكرية، قال متحدث باسم شركة "بي إيه إي سيستمز" المُصنِّعة للغواصات، إنَّ عملية الغد هي إجراء مُخطَّط له.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع لصحيفة "ديلي ميل"، إنَّ هذا الإجراء "مجرد جزء من جدولها وليس أمراً عشوائياً. إنَّها تستغرق ما يقرب من 10 سنواتٍ لبنائها، لذلك فإنَّ نزولها إلى المياه هو مجرد إطلاقٍ تدريجيٍ كان مُخطَّطاً له منذ بعض الوقت".
ووصِفَت مرحلة نزولها إلى المياه باعتبارها حدثاً كبيراً في الجدول الزمني للغوَّاصة تزامناً مع انتهاء المركَبة للتو من مرحلة التصنيع.
ومن المتوقع أن تقوم البحرية البريطانية ببعض التجارب عليها، إلا أن المتحدث رفض التعليق على أنشطة الغواصة.
وتُعد غوَّاصة "إتش إم إس أودايشوس" هي الرابعة في فئة "أستوت"، وكذلك أكبر وأكثر غوَّاصة هجومية تقدّماً في الخدمة مع البحرية الملكية.
وبحسب موسوعةويكيبيديا، فإن غواصات "أستوت" جبارة وتعمل على الطاقة النووية. كما أنه مسلحة بطوربيدات ثقيلة من نوع "سبيرفيش"، وصواريخ كروز (توماهوك)، وصواريخ نووية بعيدة المدى.
وكانت شقيقتها، غوَّاصة "أرتفول"، قد اكتملت في مايو/أيار 2014، ونزلت إلى المياه لأول مرةٍ تقريباً قبل 3 سنواتٍ من هذا التاريخ في الحوض الجاف نفسه.
وظهرت "أرتفول" في قاعة الحوض الجاف "ديفونشاير" بمدينة بارو في فورنيس بمقاطعة كمبريا، بعد ما يقرب من عقدٍ من الزمان في التصنيع.
ويُزعم أنَّ مقدار الخطأ لدى صواريخ توماهوك التي تحملها الغوَّاصة لا يتجاوز بضعة أمتار، على مدى 1.240 ميلاً؛ ما يسمح لغوَّاصة "أرتفول" بالقدرة على دعم القوات البرية في أي مكانٍ بالعالم.
ولدي الغوَّاصة أكثر من 39 ألف طبقة تخفٍّ صوتي من إشارات أجهزة السونار؛ ما يعني أنَّها تنزلق عبر البحار بضجيجٍ أقل من الناتج عن دولفين صغير.
ومع ذلك، يُقال إنَّ جهاز السونار في الغوَّاصة قوي للغاية؛ إذ يمكنه الكشف عن السفن التي تُغادر الميناء في مدينة نيويورك الأميركية من نقطة استماع تحت مياه القناة الإنكليزية، على بُعد 3 آلاف ميل بحري.