متلازمة تكيّس المبيض هي حالة معقّدة تُصيب النساء وتتميّز بعدم توازن الهرمونات الجنسية، مُسبِّبةً عدم انتظام الدورات الشهرية، ونموّاً غير طبيعي للشعر أو تساقطه، ومشاكل الخصوبة.
وتبيّن أنّ الإصابة بهذه المشكلة ترفع خطر التعرّض لأمراض مُزمنة كالسكري، والقلب. فتكيّس المبايض، حالة ترمز إلى ورم غير خبيث عبارة عن كيس يحتوي سائل قد يصل حجمه إلى 5 سنتيمترات.
وأكّدت الدراسات أنّ التعرّض للأكياس المبيضية يحصل عموماً بعد الحمل أو نتيجة تناول حبوب منع الحمل. أمّا عند المراهقات، فقد يزدهر هذا الكيس بداية الدورة الشهرية بسبب خلل في الإباضة.
وهناك ما يُعرف بالتكيّس الوظيفي الناجم من النشاط الهرموني المبيضي ويظهر بنسبة 20 في المائة خلال مرحلة الإنجاب، و15 في المائة بعد انقطاع الطمث.
اللافت أنّ 90 في المائة منها تختفي تلقائياً خلال الأشهر التي تسبق انقطاع الطمث، خصوصاً قبل الشهر الثاني أو الثالث. أمّا التكيّس العضوي فيظهر بنسبة 80 في المائة عند النساء خلال سنّ الإنجاب، ويكون بمثابة ردّة فعل للالتهابات التي تحصل من تشكّل الأكياس.
وقد يؤدي تكيّس المبيض إلى مجموعة أعراض كثقل في منطقة الحوض أو وجع فيها، وخلل في الدورة الشهرية، واضطرابات بولية كالتبوّل المتكرّر أو صعوبة في تفريغ المثانة، وآلام في المعدة، وغثيان وتقيّؤ، وإمساك، وشعور منتظم بالنفخة والامتلاء، ونزيف، وعقم، ومن الضروري استشارة طبيب الأمراض النسائية فور ملاحظة أيّ من العلامات المذكورة.
مأكولات توازن الهرمونات
إضافةً إلى العقاقير والعلاجات التي يجدها الطبيب الأنسب وفق حالة المرضية، فإنّ تعديل النظام الغذائي يُعتبر حلّاً فعّالاً، بحيث أظهرت الأبحاث أنّ النساء اللواتي ينتقلن من الغذاء الحيواني إلى نظيره النباتي قد ينخفض لديهنّ احتمال ظهور هذه الأكياس على المُبيض بنسبة 20 إلى 25 في المائة.
يعني ذلك أنه من الضروري زيادة استهلاك الفاكهة، والخضار، والحبوب الكاملة، والبقوليات، والامتناع عن الأطعمة المصنوعة من الطحين الأبيض، وتلك المصنّعة، والمشبّعة بالملح والسكر.
وهناك مأكولات عديدة ثبُت أنها تقلّص احتمال التعرّض لهذه المشكلة من خلال مساعدة الجسم على تنظيف نفسه من السموم، والحفاظ على توازن هرموناته، وخفض أيّ خلل قد يؤثر سلباً في وظائفه، أبرزها:
• الـ"Grapefruit": مهمّ جداً لاحتوائه مادة "Naringenin" القادرة على الحدّ من تكوّن الأكياس على المبيض.
• بذر الكتان: يساهم هذا النوع من الزيوت المفيدة في إلغاء مستوى الاستروجين الإضافي في الجسم، ويعمل على تعديل نسبة البروجستيرون والاستروجين. وبفضل غناه بالحديد والماغنيزيوم والمنغانيز، والفيتامينات B1 وB2 وB3، والفيتامين E، يساعد بذر الكتان على إفراز البروستغلاندين التي بدورها تساهم في تنظيم معدل الأيض وتعزيز نسبة الحرق.
• الجوز واللوز: غنيّان بالأحماض الدهنية الأساسية لإنتاج الهرمونات. حفنة منهما صباحاً تزوّد الجسم بالطاقة، وتمنع إفراز الاستروجين الذي قد يكون سبباً للخلل الهرموني.
• الأفوكا: مليء بأكثر من 20 نوعاً من الفيتامينات، والبوتاسيوم، والزنك، والفيتامين B9 الذي يحسّن الدورة الدموية، ويعزّز التواصل بين النظام العصبي ونظيره الهرموني لتحسين إفراز الهرمونات.
• الألياف كالنخالة، والقمحة الكاملة، والموز، والليمون: تساعد على مكافحة الإمساك الذي يؤدّي إلى تكدّس السموم في الجسم، وبالتالي رفع معدل الاستروجين فيه.
• الشاي الأخضر: غنيّ بمادة "Catechin" التي تقلّص مستويات العصبية التي تُعتبر سبباً أساسياً للخلل الهرموني. كذلك ثبُت أنّ استهلاك كميات معتدلة من الكافيين يساعد على محاربة الكآبة التي قد تكون بدورها عاملاً لظهور أكياس المبايض.
للحذر من هذه العوامل
ومن جهة أخرى، يوصي اخصائيو التغذية بتفادي، قدر المستطاع، الوجبات السريعة، والسكريات المكرّرة، والمقالي، لغناها بالمواد الدهنية المهدرجة التي تسبّب خللاً هرمونياً وتؤدي إلى إرتفاع هرمون الإنسولين الذي قد يكون سبباً رئيسياً للعقم.
كذلك يجب التوقف عن استخدام المُحلّيات الصناعية بما فيها الملوّنات، والابتعاد من المواد الحافظة خصوصاً المواد الغذائية المزروعة باستخدام المبيدات الحشرية والعشبية لأنها تؤدي إلى فرط الكبد، وتنشيط الاستروجين في الجسم، وتكدّس السموم.
(صبايا ستايل)