حتى وقت قريب للخروج السوري من لبنان 26 نيسان 2005، كان حزب الله يطلق ضمن دوائره الضيقة على النظام السوري وتواجده العسكري في لبنان توصيف على أنه " العدو الذي لا يُقاتل "، ومن المعلوم في هذا السياق حجم المعاناة التي كان يتحملها الحزب من المضايقات والأذية التي لحقت به على أيادي أزلام هذا النظام ليس أقلها إبعاده عن مواقع السلطة مرورًا بمجزرة فتح الله ووصولًا إلى حرب إقليم التفاح.
إقرأ أيضًا: فليكرر السيد حسن دعوته، ولكن لإسرائيل هذه المرة
وكان التبرير المنطقي حينئذ للسكوت على الضيم هو الإنشغال في مقارعة الإسرائيلي، وأولوية المقاومة والتحرير على أي شي آخر، حيث كان النظام السوري يومئذ لا يمانع من وجود مقاومة تخدم وتعزز حضوره الإقليمي ويستعملها في تقديم نفسه كضرورة ضابطة لإيقاعها، مما ساهمت تلك المقاومة ولو بطريقة غير مباشرة في ترسيخ نظام آل الأسد ومده بعنصر قوة كان يحتاجها في سوق البيع والشراء الدولي.
تحالف حزب الله - روسيا، الآن والمعقود على الطاولة الإيرانية، والمسقط عليه في سوريا هو أشبه ما يكون بتلك العلاقة التي كانت سائدة إبان الوصاية السورية، فالروسي الذي يمارس السياسة من موقعه كتاجر سلاح أولًا وأخيرًا، لا يمانع هو الآخر من تقديم الخدمات الكبيرة لمن يدفع أكثر ( وآخرها ضرب مواقع للحزب في جنوب مطار دمشق )، حتى وإن كانت على حساب حلفائه المفترضين وأولهم حزب الله، الجالس في الحضن الروسي حليف إسرائيل!
ثمة مقولة إيرانية قديمة تقول: أن روسيا دب ضخم يمكنك الإعجاب به من بعيد، لكن إذا احتضنك فإن بمقدوره سحقك.
إقرأ أيضًا: وسائل دفاعية للعدو لم ترصدها كاميرات الجولة الصحفية
فإذا كان الحزب يتحمل تلقي الضربات فيما مضى ويبتلعها تحت عنوان بقاء واستمرار المقاومة، فإن المفارقة اليوم أن الحزب يتحمل الضربات ويسكت عنها ولو على حساب المقاومة والصراع الممنوع مع إسرائيل،،، من أجل بقاء واستمرار بشار .