زار المبعوث الخاص للرئيس بوتين المرشح الرئاسي إبراهِيم رئيسي في مكتبه بمدينة مشهد وقدم مبعوث الرئيس بوتين رستم مينيخانوف خلال تلك الزيارة هدية ثمينة لمضيفه من قبل الرئيس الروسي، وجاءت تلك الزيارة تطمينًا للمرشح الرئاسي بأن روسيا سوف تكون مرتاحة بحال فوزه، كما أن تلك الزيارة تعطي دفعًا معنويًا لرئيسي وربما تُعتبر مكسبًا له قبيل الإنتخابات الرئاسية.
جاءت تلك الزيارة بعد أسابيع من زيارة روحاني لروسيا بدعوة من الرئيس الروسي إلى روحاني وكرّست ّوقوف الروس إلى جانب الرئيس روحاني أو زيادة الرهان الروسي عليه، نظرًا لميوله إلى الغرب بدل جارته الشمالية ويبدو أن بوتين كان يريد إجتذاب روحاني إلى معسكره عبر دعوته الإستثنائية، ولكن سرعان ما انتبه الروس بأن الرياح في إيران تجري بما لا تشتهي سفن الرئيس المعتدل الليبرالي روحاني وليس من المستبعد تغيير اللعبة الرئاسية في إيران.
إقرأ أيضًا: مسؤول في الحرس الثوري يشتم الرئيس روحاني!!
ولم يعد خافيًا على المراقبين مدى تأثير بوتين على الإنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة وفرض الهزيمة على الديمقراطيين عبر أصدقائه من أمثال مايكل فيلين مستشار الأمن القومي السابق للرئيس ترامب، وبعد نجاح تجربته في الإنتخابات الأميركية يستعد الرئيس بوتين لترك بصمته على الإنتخابات الإيرانية عبر الوقوف إلى جانب أقرب المرشحين للحرس الثوري.
أثارت تلك الزيارة إستياء الإصلاحيين الذين إعتبروا أن لها دلالات خطيرة على السيادة الوطنية الإيرانية وأنها تمثل تدخلًا أجنبيًا في المسار الإنتخابي الرئاسي، مما دفع بالمتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية إلى القول بأن روسيا تقف على الحياد من جميع المرشحين الرئاسيين في إيران ومستعدة للتعامل مع أي منهم في حال فوزه في الإنتخابات.
إقرأ أيضًا: كيف خدع أحمدي نجاد القوى الأمنية؟
هذا وإن سفير روسيا لدى طهران لديه رؤية مغايرة حيث قال في مقابلة مع صحيفة شرق الإيرانية الأسبوع الماضي بأن روسيا تتوقع بأن تترك مواقفها الداعمة لإيران قبل الإتفاق النووي على مرحلة ما بعد الإتفاق النووي في العلاقات الإقتصادية، وقال السفير الروسي: نسمع دومًا عن تقدير المسؤولين الإيرانيين لمواقف روسيا تجاه إيران وجهودها في سبيل إنجاح المفاوضات النووية، ولكن الإيرانيين بعد إقرار الإتفاق النووي سارعوا إلى عقد صفقات مع بوينغ! فأين سوخوي؟! لما ذا لا تفاوضون شركاتنا لصنع الطائرات؟!
تصريحات السفير الروسي تلك تمثل تدخلًا سافرًا في الشؤون الإيرانية الداخلية، ولكنها لم تلق أي رد واضح وسط الضجيج الإعلامي قبيل الإنتخابات الرئاسية، ولكنها مؤشر خطير تكشف عن أحلام بوتين لشق الطريق نحو مياه الخليج الفارسي الدافئة عبر طهران، وفي ظل موجة العداء للولايات المتحدة التي يحرص المتشددون على ابقائها إلى أمد غير محدد، سوف يجد الروس فرصًا ذهبية للتغلغل إلى جارتهم الجنوبية وإنتخاب إبراهيم رئيسي من شانه أن يعبد الطريق أمام الروس، فهل يتمكن بوتين من التأثير على الإنتخابات الرئاسية في إيران كما تمكن من ترك بصحته على الإنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة؟