في أول لقاء بعد وفاة والده نقولا كرم، قال ابنه الشاب كرم كرم: "فقدت نصف روحي، لست وحدي من فقد الحاج، بل خسره أصدقاؤه والمجال الفني بأكمله ومنزله وعائلته. لقد كان شقيقي وصديقي. "الحاج" هو معلمي، وإذا سألنا الغريب عنه يقول أنه مثله الأعلى، فماذا سيقول ابنه عنه؟ لقد علمني كل شيء"، مضيفًا: "البصمة التي كان يتركها في كل مكان يرحل عنه، كان يقول لي: "عندما تود أن تترك مكانا، أبقي خيالك فيه لكي يتحدثوا عنك". هو ترك خياله لنتحدث عنه، هو شخص لا يُنسى، وأنا وعدت الناس بأنهم لن ينسوا الحاج".

وأشار في حديث لمجلة "لها"، إلى أن "الفنانة نجوى كرم كانت نقطة ضعف والدي، كما هي نقطة ضعفي. نجوى ستكون سندي، وبما أن والدي كان سندها وهي سنده، سأحاول أن أتبادل معه الأدوار اليوم، وأنا نقطة في بحر الحاج كرم، وسأبذل كل قوتي كي أعوض لها ولو قليلاً بوجودي".

وفي ردّ على سؤال "كررت مراراً عبارة "الحاج" ولمرة واحدة قلت "بيي"، لماذا؟، قال: "إذا كررت أبي يعني أنني سأبكي، لكن الحاج يعني صديقي وأخي، كنت أخرج برفقته فيعتقدون أننا شقيقان، القصة ليست قصة أب وابنه، هو مرشدي ومعلمي، الحاج قصة انتهت باكراً، وشعرت بأن الستارة أسدلت أمام حياتي. أنا لم أعش مع والدي بل شاهدته، كأنني أشاهد مسرحاً، وعندما نخرج من المسرح نأخذ انطباعات معينة ونتعلم منها، انتهت المسرحية ولكنها انتهت باكراً جداً (ضيعانو)".

أمّا عن الصورة التي يرغب في أن يراه بها، فيردّ: "في أعلى مراتب الإخراج، وأعلى سمعة في الوسط الفني، إذ عندما رحل والدي من مجال الفن، قال الجميع أنه لم يعد هناك أحد، وبات الفن مهنة الذي لا مهنة لديه، ومواقع التواصل الاجتماعي مهنة العاطلين من العمل. الحاج كان ذواقاً وصاحب نظرة وأذن موسيقية وفكر نيّر، كان يدخل الى القلب من دون استئذان".

(لها)