هاجم مساعد الشؤون الثقافية في الحرس الثوري الإيراني، حميد رضا مقدم فر، سياسات الرئيس حسن روحاني ومحاولاته لفك العزلة عن النظام الإيراني من خلال سياسة الانفتاح على الغرب، وقال إن "روحاني أخطر على النظام من منظمة مجاهدي خلق".
وتعد منظمة مجاهدي خلق من أبرز قوى المعارضة للنظام الإيراني، وخاضت معارك مسلحة ضد النظام، كما كان لها دور كبير في الكشف عن الأبعاد السرية للبرنامج النووي الإيراني.
ووفقا لوكالة "تسنيم" المقربة من الحرس الثوري، فقد وجه مقدم فر، في كلمة له سبقت صلاة الجمعة الماضية، اتهامات ضمنية لروحاني بمحاولة إسقاط النظام أسوة بمجاهدي خلق، وقال إن "كلا من منظمة مجاهدي خلق وأولئك الذين يريدون فتح الطريق للتوغل الأميركي في إيران عقب الاتفاق النووي (يقصد حكومة روحاني)، يرمون لتحقيق هدف واحد، وهو إضعاف قيادات النظام بهدف إسقاطه".
وبحسب هذا القيادي في الحرس الثوري، فإن أسلوب روحاني يختلف عن أسلوب منظمة مجاهدي خلق، حيث كانت الأخيرة تريد إسقاط النظام بالحرب المسلحة المباشرة والاغتيالات ضد قادة النظام، أما "المشروع الجديد يتمثل في أن أميركا لن تقوم بتصفية مسؤولي الجمهورية الإسلامية جسديا، بل تسعى لاستبدال العناصر ذات التوجهات الغربية بالمسؤولين الثوريين داخل النظام"، على حد تعبيره.
وحذر مقدم فر، من وجود شخصيات وتيارات سياسية داخل البلاد تعد أخطر من مجاهدي خلق، وقال إن "بعض هؤلاء يعتبرون قضيتي شح المياه والعواصف الرملية في البلاد كتهديدات أميركا".
وجاءت إشارة مقدم فر إلى الخطاب الأخير للرئيس الإيراني حسن روحاني خلال اجتماع لقادة الحرس الثوري، والذي أكد خلاله أن "العدو الرئيسي للجمهورية الإسلامية اليوم ليست أميركا وإسرائيل، بل البطالة والتضخم والغلاء والعواصف الرملية وشحة المياه والكوارث البيئية".
وتصاعدت وتيرة التصريحات الهجومية ضد روحاني بعد تصريحات المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، الذي عبر خلال الاجتماع مع قادة الحرس الثوري، الأربعاء الماضي، على خشيته من اختراق مراكز صنع القرار في بلاده، قائلاً إن "أكبر التهديدات خطراً على البلاد" هي محاولات من وصفهم بـ"الأعداء" و"مساعيهم التغلغل والنفوذ لمراكز صنع القرار".
ودعا خامنئي استخبارات الحرس الثوري إلى "التصدي بكل قوة بوجه التوغل الأمني للأعداء"، رافضاً التطبيع مع الغرب، وفق مقولة "عبور إيران من مرحلة الثورة إلى مرحلة الدولة".
وفي السياق نفسه، كان قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني، عبر عن انزعاجه من ازدياد حضور المسؤولين الأوروبيين في طهران عقب الاتفاق النووي، متهماً إياهم بـ"تنفيذ أجندة الأميركيين للتوغل في البلاد".
صالح حميد