يبدو أنّ موقف رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الرافض للتمديد قد أدى غاياته الضاغطة باتجاه إنعاش فرص التوافق على القانون الانتخابي العتيد قبل فوات المُهل الدستورية، بحيث تسارعت الاتصالات ونشطت اللقاءات خلال الساعات الأخيرة على أكثر من خط رئاسي وسياسي ساخن أضحى مفتوحاً على مدار الساعة 24/24 بغية التوصل إلى أرضية مشتركة تراعي الهواجس الانتخابية وتؤمن حُسن التمثيل، كما أكد الحريري من القصر الجمهوري أمس. وليس أدلّ على كون ملف قانون الانتخاب بات موضوعاً على نار حامية لإنضاج الطبخة التوافقية المأمولة، أكثر من مشهد الحركة المكوكية المتقاطعة والمتسارعة التي تفاعلت بالأمس بين بعبدا وعين التينة والسراي وكليمنصو ومعراب في سياق يشي بأنّ ثمة ما يجري في الكواليس الوطنية لوأد مخاطر الفراغ التشريعي الداهم عبر استنهاض الجهود المبذولة في سبيل استيلاد صيغة انتخابية تجمع في نظامها وتقسيماتها مختلف الأفرقاء. 

وفي تفاصيل اليوم الانتخابي الطويل أمس، لقاء جمع نهاراً رئيسي الجمهورية العماد 



ميشال عون والحكومة في قصر بعبدا خرج الحريري بُعيد انتهائه ليجدد التأكيد على أولوية التوصل إلى قانون انتخابي جديد، مع التشديد على «المسؤولية الكبيرة التي تقع على كل الأفرقاء السياسيين لكي يتم التعاون والتوصل إلى تفاهم» حيال هذا الملف. وإذ أعرب عن تفاؤله بإمكانية وصول الأمور إلى «خواتيمها الجيدة»، أردف رئيس الحكومة بالقول: «لسنا في مواجهة مع أي فريق سياسي، إنما ما نسعى إليه هو كيفية الوصول إلى المعادلة التي تحقق حُسن التمثيل للجميع»، مضيفاً: «هناك خلاف على بعض التفاصيل لكن برأيي يمكن أن نصل إلى حل بشأنها».

ورداً على استفسارات الصحافيين، وضع الحريري كلاً من موقفه الرافض للتمديد والمتريث في دعوة مجلس الوزراء للانعقاد في خانة «الضغط على كل الأفرقاء للوصول إلى حيث يجب في موضوع قانون الانتخاب»، لافتاً الانتباه في معرض رده على «الكلام الفارغ» في ما خص الدعوة لانعقاد مجلس الوزراء إلى أنه صاحب الصلاحية في دعوة مجلس الوزراء، وبناءً عليه أكد عزمه دعوة المجلس الأسبوع المقبل إلى جلسة «على جدول أعمالها إما قانون الانتخاب أو بنود أخرى».

واستكمالاً لمشاوراته المتصلة بملف قانون الانتخاب، استقبل الحريري مساءً في السراي وزير المال علي حسن خليل وعرض معه آخر مستجدات الملف، بينما كان قد استقبل بعد الظهر في بيت الوسط وفد «تيار المردة» الذي ضمّ طوني سليمان فرنجية والوزير يوسف فنيانوس.

باسيل في كليمنصو

وبالتزامن، نشطت حركة المشاورات الانتخابية على خط الرابية – معراب – كليمنصو. إذ وفي حين لفت اجتماع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بالنائبين أكرم شهيب ووائل أبو فاعور موفدين من رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، برز في الوقت عينه اللقاء الذي جمع جنبلاط برئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل بحضور تيمور جنبلاط والوزير مروان حمادة والنائب غازي العريضي، ونقلت «جريدة الأنباء الالكترونية» الناطقة باسم «الحزب التقدمي الاشتراكي» إثر انتهاء لقاء كليمنصو أنه «اتسم بالصراحة التامة وكان تأكيد على أهمية التواصل المباشر بعيداً عن الإشاعات المغرضة التي قد تريد تشويه العلاقة الثنائية تحت شعار الانفتاح وتأكيد الشراكة والتعاون».