يقول مسؤول كبير في الحرس الثوري الإيراني إن المرشح النهائي الذي ستجمع عليه الجبهة الشعبية لقوى الثورة الإسلامية هو مرشحنا، مضيفا بأن هناك اثنان من المرشحين ( رئيسي و قاليباف) للجبهة الشعبية لقوى الثورة، وأي منهما يبقى كمرشح نهائي للجبهة سنصوت له حيث نحن نثق بهذه الجبهة بالرغم من أننا كالحرس الثوري وقوات التعبئة الباسيج لن نقول للشعب حتى يصوتوا لصالح أي من المرشحين. واتهم المتحدث حكومة روحاني بأنها معادية للحكم الديني والثورة الإسلامية وانهى كلمته بشتم الرئيس روحاني واصفا إياه بالكذاب.
جاءت تصريحات محمد علي محسن زاده بعد أن صادق مجلس صيانة الدستور طلب اثنين من المرشحين الستة الذين طلبت الجبهة الشعبية لقوى الثورة ( المحافظين) منهم تقديم طلباتهم للترشح للانتخابات الرئاسية ولكن لا يعرف أحد حتى الآن إذا كان أحدهما سيتنحى لصالح الآخر.
اقرأ ايضاً : المشهد الإنتخابي الإيراني: رئيسي وقاليباف ينافسان روحاني
وبالرغم من أن الدستور الإيراني يحظر على القوات المسلحة الدخول في الاصطفافات السياسية وأكد على هذا الحظر قانون القوات المسلحة بحظر التدخل إلا أن الحرس الثوري لا يرى حاجة إلى الالتزام بأي قانون يحظره من التدخل في المصائر الانتخابية، طالما يرى بأن حفظ النظام يتطلب ذلك.
إن الحرس الثوري يرى بأن مهمته الرئيسية هي حراسة الثورة الإسلامية وحيثما تقتضي ذلك التدخل في المسار الانتخابي-برلمانيا كان أو رئاسيا- يجب عليه وضع الحياد جانبا والانحياز إلى مرشح أو مرشحين ملائمين.
ومن هذا المنطلق تدخل الحرس الثوري لصالح أحمدي نجاد في العامين 2005 و 2009 وفي العام 2013 لم يجرؤ من العودة إلى عادته القديمة لسبب واحد وهو الخوف من مقاطعة الانتخابات من قبل أغلبية الشعب الذي اتخذ قراره بعد الأحداث الدامية التي رافقت الاحتجاجات الشعبية على نتائج الانتخابات عام 2009. وبينما الآن يطمئن قائد الحرس الثوري اللواء جعفري الأطراف السياسية بأن الحرس وقوات التعبئة ستبقى على الحياد ولكن عددا من قياديي الحرس يرون بأن فوز الرئيس روحاني لولاية ثانية سيؤدي إلى القضاء على الحرس الثوري وقوات التعبئة.
اقرأ ايضاً : إيران: حظر الترشيح في الانتخابات البلدية للأقليات الدينية
وهذا الانطباع السلبي دفع بقادة من الحرس الى دعم المرشح المحافظ ابراهيم رئيسي، كما شارك اللواء حسين نجات معاون قسم مخابرات الحرس الثوري في الحملة الدعائية لابراهيم رئيسي. وقال نجات في تلك الحملة إن استمرار الحكومة المتغربة ( حكومة روحاني) خطر يهدد الثورة الإسلامية ولهذا يجب مجيئ حكومة وفية للثورة.
وهكذا يشعر الحرس الثوري بأن إيران لا زالت تعيش مرحلة الثورة ولم ترق إلى مرحلة النظام، وأن فتح العلاقات مع العالم سيؤدي إلى خرق سفينة الثورة. هذا وإن المجتمع الإيراني يتطلع إلى الحرية والديمقراطية والانفتاح مع العالم ولا يرى ضرورة في مقاطعة العالم.
يبدو ان الاسبوعين المقبلين سيشهدان احتدام المعارك بين الاصلاحيين والمحافظين. هل يحلم الحرس الثوري بالعودة الى الحكومة ام يفضل البقاء في المعسكرات والقواعد مخيرا ام مسيرا؟