كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن أعداداً كبيرة من مقاتلي تنظيم "داعش" الأجانب، يفرون من مناطق القتال في كل من سوريا والعراق عبر تركيا، وذلك مع استمرار العمليات القتالية التي ضيقت الخناق عليه، مشيرة إلى أن "عمليات الفرار تضعف التنظيم".
وسجلت الأسابيع الأخيرة فرار العشرات من المقاتلين الأجانب، حيث تم إلقاء القبض على أغلبهم أثناء محاولتهم عبور الحدود باتجاه تركيا، بحسب الصحيفة.
ويتزامن هروب المقاتلين الأجانب مع فقدان التنظيم، لمساحات واسعة من الأراضي التي كان يسيطر عليها في الموصل والرقة.
"الغارديان" تحدثت عن قصة "ستيفن أريستيدو" من مقاطعة "إنفيلد" في شمال لندن، وزوجته وهي بريطانية من أصول بنغلاديشية، اللذان سلما نفسيهما الأسبوع الماضي إلى شرطة الحدود التركية، بعد أكثر من عامين من مشاركتهم في القتال بصفوف التنظيم.
"اريستيدو" الذي يعتقد أنه في منتصف العشرينات من العمر، استسلم في معبر "كلس" الحدودي في جنوب تركيا مع زوجته، ومعهم اميركي يدعى بول كليمان، يبالغ من العمر 46 عاماً، بالإضافة الى زوجتين سوريتين وامراتين مصريتين قتل زوجيهما في سوريا أو العراق.
يروي "اريستيدو" تفاصيل سفره الى سوريا للقتال مع تنظيم "داعش"، مبيناً أنه كان قد سافر إلى سوريا للاستقرار، غير أنه وجد نفسه بعد ذلك منخرطاً في صفوف التنظيم للقتال، موضحاً أنه كان يعيش بين مدينة الرقة ومدينة الباب التي كان يسيطر عليها التنظيم.
جيرانه يقولون أنه اختفى منذ العام 2015 ولم يعرف عنه شيء، وقد سبق ذلك أن بدت عليه بعض الملامح "الإسلامية"، منها اللباس الإسلامي وتدينه، ليسافر بعدها إلى قبرص وتحديداً مدينة لارنكا، قبل أن يستقر به الحال في سوريا.
من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية البريطانية، إنه تم الاتصال مع السلطات التركية، بعد ورود أنباء عن اعتقال رجل بريطاني على الحدود مع سوريا.
أما بول كليمان، الاميركي الذي عاد من مناطق تنظيم "داعش" بعد سنوات، فقد ذكرت الصحيفة أنه اعتنق الإسلام بعد زواجه من مصرية عام 2011، حيث كان ذاهباً إلى مصر وهناك تعرف وتوزج واعتنق الإسلام إثر ذلك، غير أن هذا الزواج لم يستمر طويلاً، حيث طلقها وانتقل إلى دبي وهناك تزوج من سورية ولديه منها ثلاثة أطفال.
وفي العام 2015، سافر إلى سوريا للمساعدة في الجهود الإنسانية، وبعد وصوله إلى هناك أدرك أن المعلومات التي قادته الى هناك كانت "عملية احتيال"، بحسب أمّه، التي قالت إنها كانت على تواصل واتصال مع المسؤولين الأمريكيين لمعرفة مصير ابنها.
مصادر داخل تنظيم "داعش" بالرقة آخر معاقله في سوريا، قالت بحسب الصحيفة، إن "صفوف الجماعة تقلصت بسرعةـ مع بدء العمليات العسكرية قرب المدينة".
مسؤولون في تركيا وأوروبا قالوا إن أعدداً متزايدة من عناصر التنظيم الأجانب، اتصلوا بسفارات بلادهم وهم يبحثون عن سبل للعودة.
وتعتقد وكالات استخبارات غربية أن أعضاء بارزين في الذارع الخارجي للعمليات المسلحة التابعة للتنظيم وهم في الغالب من دول أوروبية، عادوا إلى بلادهم، ويقدر عددهم بنحو 250 عنصراً أغلبهم من بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وأستراليا.
وبحسب التقديرات الغير رسمية، فإنه من الممكن أن يكون نحو 30 ألف مقاتل أجنبي قد عبروا إلى سوريا للقتال هناك، فيما تقدر الحكومة الأمريكية أن ما يقارب من 25 ألف مقاتل قتلوا منذ انطلاق العمليات العسكرية على معاقل التنظيم في خريف العام 2014.
جدير بالإشارة أن القوات العراقية تمكنت خلال حملة عسكرية أطلقتها في تشرين الأول الماضي، من استعادة النصف الشرقي للموصل في كانون الثاني الماضي، ومن ثم بدأت في 19 شباط الماضي، هجوماً لاستعادة الشطر الغربي للمدينة التي احتلها التنظيم صيف عام 2014.
وفي سوريا، بدأت معركة الطبقة في 22 آذار بإنزال بري لقوات اميركية، يرافقها عناصر من قوات سوريا الديمقراطية جنوب نهر الفرات.
وتدور منذ ذلك الحين معارك في محيط الرقة، كما تمكنت "سوريا الديمقراطية" من السيطرة على مطار الطبقة العسكري، قبل أن تطوق المدينة بشكل كامل في السابع من الشهر الجاري.
(الخليج اونلاين)