كمْ تضيقُ الدّنيا وتصغرُ!
كم يتساوى الشّيءُ باللّاشيءِ
في رفَّةِ عينٍ
فتنمو على وجْهِ اللّامبالاةِ
الابتساماتُ الصَّفراءُ
ماذا جنينا من حقول الدنيا؟
كلُّ فرحٍ صارَ يرسو بقاربِهِ أمامَ صخرةِ الأحزانِ
مات صوتُ الفرحِ
تصاعدَ هديرُ الأمواجِ
دمّرني العويلُ وصوتٌ آتٍ منْ خلفِ الشُّطآنِ
حملتُ على كتفي
أثقالَ الصّبرِ
تعبتُ
تهالكْتُ على شواطىءِ الأَنينِ
حقاً ملّ الصَّبْرُ صبْرَهُ
راحَ يُناشِدُ الغَضبَ
أن يأخذَ منهُ دورَهُ
الصّدمةُ ابتلَعَ لسانها الحوتُ
وأنا
من فرطِ الذُّهولِ
رحتُ أغترفُ الرّمالَ
ابتلِعُها
لطعْمِها مذاقٌ آخر
رمالٌ جُبِلَتْ بدموعٍ
خالطتها دماءٌ
وتحلَّلَتْ فيها
جثثُ الشهداءِ
(سامية خليفة)