اشترط المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، أن المرشحين للانتخابات الرئاسية في الشهر المقبل، يجب أن يتعهدوا بعدم الاعتماد على الاستثمار الأجنبي من أجل تعزيز الاقتصاد، ما يعزز الخلافات الواضحة بين المرشد والرئيس الحالي حسن روحاني الذي سعى إلى جذب المستثمرين الدوليين.
ووفقًا لما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية، أبلغ خامنئي المسؤولين يوم أمس الثلاثاء، أنه يجب على جميع المرشحين أن "يعدوا الشعب ألا تكون أنظارهم موجهة إلى خارج الحدود بل على الأمة نفسها من أجل تقدم البلاد، ومن أجل النمو الاقتصادي وفك العُقد".
وستساعد انتخابات 19 آيار في تحديد ما إذا كانت إيران ستبقى ملتزمة بانخراط روحاني مع الغرب، فيما يواجه رجل الدين الذي يوصف بالمعتدل، إحباطًا متزايدًا بشأن الاتفاق النووي التاريخي الموقع عام 2015 والذي يقول ناقدوا روحاني، إنه لم يجلب أية منفعة إلى الآن للإيرانيين الفقراء، وهو انتقادٌ ردده مؤخرًا خامنئي الذي يملك القول الفصل في مسائل الدولة بصفته المرشد الأعلى للثورة الإسلامية.
منافسة..
ويعتبر حليف خامنئي الأساسي ورجل الدين المحافظ إبراهيم رئيسي من بين أبرز منافسي روحاني، بوضعه برنامج "خلق فرص العمل"، أساسًا لحملته، وتعهد بجعل حكومته حكومة "كرامة وعمل".
وخلال الزيارات إلى المصانع وحقول النفط في الأسابيع القليلة الماضية، دافع روحاني عن سجله الاقتصادي، مطالبًا الإيرانيين بالحفاظ على الإيمان بالسياسات التي يتوقع تحقيقها منافع خلال فترة رئاسته الثانية، في حال فوزه بالانتخابات.
وبالرغم من أن حكومته خفضت التضخم إلى أرقام من خانة واحدة بعد وصولها نسبة 40% في ظل سلفه، وعززت إنتاج النفط وأعادت الاقتصاد إلى طريق النمو، إلا أن الزيادة المتوقعة في الاستثمارات بموجب الاتفاق النووي لم تتحقق بعد.
وخلال تحدثه، أمس الثلاثاء، أشار رئيسي إلى قطاع البناء باعتباره محركًا محتملًا للتوظيف، ومعلنًا بأنه سيعمل على خلق ما يصل إلى 1.5 مليون فرصة عمل جديدة سنويًا إذا تم انتخابه. وقال المرشح المحافظ البارز للرئاسة محافظ طهران محمد باقر قاليباف إنه يخطط لإحداث "ثورة اقتصادية" ستولد خمسة ملايين فرصة عمل.
قيمة جوهرية
من جانبه، قال كليمنت ثيرم، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن وتركز أبحاثه على إيران، إن الرجال الثلاثة يتفقون مع المرشد الأعلى على أهمية الاكتفاء الذاتي، وهي قيمة جوهرية لإيران، ولكنهم يختلفون في المخاطر التي ينطوي عليها بناء الانتعاش الاقتصادي على الاستثمار الأجنبي.
وقال ثيرم في مقابلة عبر الهاتف من المنامة متحدثًا لوكالة "بلومبيرغ" الاقتصادية، إن روحاني: "يعتقد أنه إذا أصبح الناس أكثر ثراءً ستكون الثورة أقوى، وأفضل طريقة للقيام بذلك هو من خلال جلب الأموال إلى النظام، وجذب الاستثمارات الغربية".
لكن بالنسبة للعديد من المحافظين، بما في ذلك رئيسي فإن "فتح الاقتصاد" أمام الاستثمارات الغربية، سيولد مخاطر كبيرة تهدد بتدمير القيم الثقافية في إيران وانهيارها.
في حين أظهر استطلاع أجرته شركة "إيران بول" التي تتخذ من مدينة تورونتو الكندية مقرًا لها الأسبوع الماضي، إن 72% من المستطلع أراؤهم يعتقدون أن الإتفاق النووي لم يحسن من مستوى معيشة الإيرانيين العاديين.
ووافق مجلس صيانة الدستور الإيراني على ترشح ستة من المتقدمين للرئاسة الإيرانية، من بينهم نائب الرئيس المعتدل اسحاق جهانغيري، ووزير الثقافة السابق المتشدد مصطفى ميرساليم، ومصطفى هاشمي طابا وزير الصناعة السابق.
(ارم)