شكل إستشهاد الرئيس رفيق الحريري عام 2005 إنعطافة كبيرة على مسار الأحداث على الساحة السياسية في لبنان، وكان لعملية الإغتيال الآثمة هذه تداعيات كبيرة من أهمها الإنسحاب السوري من لبنان في 26 نيسان من العام نفسه بعد سنوات طويلة من الوصاية السورية سياسيًا وأمنيًا وعسكريًا على لبنان.
وقد كان أتاح هذا الإنسحاب إستعادة لبنان إستقلاله وسيادته وحريته، وأتاح أيضًا إستعادة لبنان الدولة والجمهورية إلى شعبه ومؤسساته وإلى معنى أن يكون وطنًا سيدًا حرًا مستقلًا عن أي تبعية أو وصاية خارجية.
إقرأ أيضًا: اللبنانيون ينتخبون.. الرئيس الفرنسي
وسبق ذلك ان إعتمد مجلس الأمن الدولي مشروع قرار تقدمت به الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا بشأن لبنان في جلسة له في 2 أيلول 2004 حمل الرقم 1559 ونال أكثرية 9 أصوات من أصل 15 بعدما إمتنعت ست دول عن التصويت هي روسيا والصين والجزائر والبرازيل وباكستان والفيلبين.
ونص هذا القرار على إنسحاب جميع القوات الأجنبية من لبنان، ودعا إلى حل جميع المليشيات اللبنانية ونزع سلاحها، وبسط سيطرة حكومة لبنان على جميع الأراضي اللبنانية، كما أعلن تأييده لعملية انتخابية حرة ونزيهة في الإنتخابات الرئاسية المقبلة تجري وفقًا لقواعد الدستور اللبناني الموضوعة من غير تدخل أو نفوذ أجنبي، مطالبًا جميع الأطراف المعنية بالتعاون تعاونًا تامًا وعلى وجه الإستعجال مع مجلس الأمن من أجل التنفيذ الكامل لهذا القرار ولجميع القرارات ذات الصلة بشأن إستعادة لبنان لسلامته الإقليمية وكامل سيادته وإستقلاله السياسي.
إقرأ أيضًا: جبران باسيل بين حقوق لبنان وحقوق المسيحيين!!
اليوم وبعد مضي أحد عشر عامًا على الانسحاب السوري يستعيد لبنان إستقلاله، والرهان أن يستطيع الزعماء اللبنانيون إخراج البلد من أزماته السياسية من خلال تكثيف الجهود لتقديم القانون الإنتخابي الأفضل لإفساح المجال أمام الشعب اللبناني للتعبير عن خياراته السياسية بحرية، وليتسنى للعهد الجديد تنفيذ وعوده في معالجة القضايا والملفات التي وعد بها في خطاب القسم، وآمال اللبنانيين وتطلعاتهم بإستقلال زعمائهم وأحزابهم عن أي تبعية للخارج وإعتبار لبنان وطنهم الواحد الموحد.