وجد ر.ك. الرجل الستيني نفسه في مواجهة محكمة مؤلفة من ضباط وعن يمينه، "رتل" من الضباط الذين كانوا ينتظرون المحاكمة في ملف "حوادث عبرا".
مشهدٌ لم يألفه المدعى عليه بجرم حمل السلاح من دون ترخيص. فهو "لا يتعاطى في هذه الأمور، إنما أنا أعمل في مجال الموسيقى وأؤلف معزوفات موسيقية وارتّل في الكنائس". وما أوصله الى قاعة المحكمة، ابن عمه الذي كان قد نسي مسدسه لديه في "ليلة ظلماء" فطلب من المدعى عليه إحضاره الى مكان تواجده في بيروت. وأثناء الطريق ضبط المدعى عليه والمسدس بحوزته ليحال أمام المحكمة بهذه التهمة.
شعر المدعى عليه بشيء من الرهبة وسط "النجوم المتلألئة على الأكتاف" وفق تعبيره، وراح يدافع عن نفسه بأسلوب طريف، وعندما توجه الى رئيس المحكمة العميد الركن حسين عبدالله ليؤكد له بأن أمور السلاح لا تعنيه وإنما هو "يستوحي معزوفات لتراتيل دينية"، سأله الأخير إمكانية أن يستوحي معزوفة موسيقية أمام المحكمة. ولم يكد رئيس المحكمة ينهي كلامه حتى بدأ المدعى عليه بإنشاد ترتيلة بعنوان "رحماك سيدي" وكأنه يطلب من خلالها الرحمة من المحكمة.
وبعدما أنهى المدعى عليه أنشودته علا التصفيق داخل القاعة ليطلب الأخير البراءة.