وانطلاقاً من هذا الواقع، فإن المصدر الديبلوماسي نفسه لفت إلى أن نتنياهو يواجه أكثر من تحد اليوم يحول دون انغماسه في أي عدوان ضد جنوب لبنان، وذلك على الرغم من اتكاله على السياسة الأميركية المستجدة في عهد الرئيس دونالد ترامب. وبالتالي، فإن الإستعانة بموقف أميركي متشدّد من إيران و"حزب الله" ليس كافياً على حد قول المصدر نفسه، لأن يدفع الحكومة الإسرائيلية نحو خيار المغامرة العسكرية في لبنان، خصوصاً أن الخارطة العسكرية على حدودها مع سوريا، وعلى الحدود اللبنانية ـ السورية الشرقية، تشهد تغييرات نوعية تصب في مصلحة لبنان بالدرجة الأولى.
وفيما أكد المصدر أن الحل العسكري هو الذي يسود الآن في سوريا، أشار إلى أن حركة الإرهابيين في الجرود سواء في عرسال أو في رأس بعلبك تتّجه إلى الإنحسار والتراجع نتيجة التطورات الميدانية في سوريا. وأكد أن الغارات التي شنّها الطيران التابع للجيش اللبناني ضد مواقع تنظيم "داعش" في جرود رأس بعلبك بالأمس وقبلها في جرود عرسال، تزامنت مع مواجهات ما بين "حزب الله" والإرهابيين في هذه الجرود. وأدرج ذلك في سياق مواجهة أي حركة تكون بمثابة ردّة الفعل على الخسائر التي يواجهونها في الداخل السوري. وفي هذا الإطار، حذّر المصدر نفسه من خطورة ردات الفعل لتنظيم "داعش" بعد الضربة الشديدة التي تعرّض لها في الطبَقة، في سياق عملية طرده من الرقّة ، وقال أن أكثر من منطقة تبدو اليوم في دائرة الخطر، وبالتالي، فإن الجهوزية الواضحة للجيش اللبناني على الحدود مع سوريا تؤمن دفاعاً استباقياً لأي عمليات هجوم قد يلجأ إليها الإرهابيون في المرحلة الحالية.
وفي موازاة ذلك، اعتبر المصدر الدبلوماسي ذاته، أن التعقيدات المستجدة بعد الدخول الأميركي القوي على خط الدور الروسي في سوريا، وتجميد كل آليات التسوية السياسية، تفترض قراءات هادئة للإنعكاسات المرتقبة على جبهة الجنوب، كما على كل لبنان، مع العلم أن التهديد الإسرائيلي يبقى قائماً ضد لبنان، كما ضد المقاومة، وهو ما يبدو واضحاً في الإستعدادات الميدانية على الحدود، كما في المواقف والتصريحات الرسمية. وبالتالي، فإن السياسة الجديدة لواشنطن، والتي تدعم إسرائيل في كل خياراتها بحجة دعم أمنها، لن تغيّر في المعادلات القائمة جنوباً على حدّ قول المصدر الديبلوماسي، الذي أكد أن الإجراءات والإستنفار العسكري الإسرائيلي على الحدود مع لبنان، تدلّ على أن خيار الحرب وارد، ولكن القرار الفعلي دونه محاذير عدة، وعلى الأقلّ في المرحلة الراهنة.