وقع اعتداء على مدرستي الجليل وحيفا في منطقة بئر حسن، الإثنين في 24 نيسان، استخدمت فيه الأسلحة البيضاء من سيوف وسكاكين، وأدّى إلى إصابات عدة إحداها متوسطة، تلقت طعنات في الظهر والبطن. تبع ذلك لقاء جمع قيادة الفصائل الفلسطينية في بيروت ومسؤولين من حركة أمل وحزب الله وإدارة الأونروا في المنطقة.
وشرح شهود عيان لـ"المدن" تفاصيل الاعتداء، قائلين إن شباناً من المنطقة درجوا على الوقوف أمام المدرستين، التابعتين لوكالة الأونروا، عند مغادرة الطلاب والطالبات، وإطلاق ألفاظ نابية أمام الفتيات، تصل حدّ التحرّش اللفظي. لكن هذه المرة حاول هؤلاء الشبان دخول باحة مدرسة الجليل، فتصدّى لهم طلاب من المدرسة. فعاد المعتدون أدراجهم.
لكن ما لبثوا أن رجعوا حاملين معهم سيوفاً وسكاكين، وبعضهم قد تعرّى من ملابسه في نصفه الأعلى، وشرعوا بالاعتداء على الطلاب، الذين أصيب بعضهم إصابات طفيفة، باستثناء الطالب جهاد البيتم الذي تلقى طعنات عدة في بطنه وظهره، نُقل بعدها إلى مستشفى الرسول الأعظم، حيث تلقى العلاج اللازم، ووُصفت حالته بالمتوسطة.
مسؤولون في الفصائل الفلسطينية وحركة أمل وحزب الله ووكالة الأونروا تداعوا إلى مدرسة الجليل، وعقدوا اجتماعاً عاجلاً أكدوا خلاله إدانة مفتعلي الإشكال. وجرى الاتفاق على التواصل مع القوى الأمنية اللبنانية والطلب منها الوجود عند المدرستين خلال مغادرة الطلاب، حيث يدرس فيهما نحو ألف طالب وطالبة.
أهالي الطلاب لم يكونوا راضين عن نتائج الاجتماع، ورأوا في حديثهم إلى "المدن" أن هذه البيانات بدت مستنسخة من اعتداءات سابقة استهدفت مدرستي الجليل وحيفا، "خصوصاً أنه قبل شهرين تقريباً جرى اعتداء مماثل، واتُفق على استحداث نقطة أمنية، لكن ذلك لم يحصل. كما أن المطالبة بتطبيق مبدأ المحاسبة غائب تماماً من البيانات المتكررة".
ونتيجة لذلك تداعى الأهالي إلى اجتماع في قاعة الشعب في مخيم شاتيلا. وبعد حوار مطوّل اتخذوا قرارات عدة كان من بينها إعلان الإضراب الثلاثاء، في 25 نيسان، وتشكيل وفد للتوجه إلى مقر رئاسة الأونروا ومطالبتها بالتواصل مع الدولة اللبنانية "لوضع نقطة أمنية ثابتة لحماية الطلاب والطاقم التعليمي"، والتشديد على نقل المدارس من المنطقة الموجودة فيها حالياً "لأنها غير آمنة".
في هذا الوقت أصدرت هيئات طالبية فلسطينية بيانات استنكار، دعت إلى "ملاحقة المعتدين ومحاسبتهم". وحثّت الجميع على ممارسة دورهم في "حماية المدارس من الاعتداءات المتكررة".
يُذكر أن محيط مدرستي الجليل وحيفا يشهد إشكالات شبه أسبوعية خلال السنوات الماضية، ولم تنجح الاتصالات في لجمها، رغم أن وجود نقطة أمنية لساعة واحدة في اليوم، خلال مغادرة الطلاب، كاف لوضع حدّ للتعدّيات. وعلمت "المدن" أن لقاءً سيُعقد الثلاثاء بين رئيس مكتب أمن الضاحية في مديرية المخابرات العميد عدنان غيث ورئيس المنطقة الوسطى في وكالة الأونروا محمد خالد لبحث سُبل منع تكرار ما حدث.