ما إن تسمع كلمة أرمينيا حتى يتردد صدى أخبار وشهادات عن مذابح الأرمن، وكأن هذا كل ما يقف وراء شهرتها العالمية. هل من أحد يعرف ما الذي تحتضنه أرمينيا من خيرات في أرضها وطبيعتها وشعبها وتقاليدها؟ هل ندرك العجائب الكثيرة التي تميّز الثقافة الأرمنية والتي لم تهزّها أية مذبحة؟ إليكم 10 ميزات تجدونها على الأراضي الأرمنية فقط، فلمَ لا تكون تلك البلاد البديعة وجهتكم السياحية المقبلة؟
منظر جبل أرارات
جبل أرارات هو رمز دولة أرمينيا ودلالة على الأرض المقدسة حيث استقرت سفينه نوح بعد 150 يوماً من الطوفان، وفق ما جاء في الكتاب المقدس. جبل أرارات هو عبارة عن قمتين يرتفعان على القاعدة نفسها، أرارات الكبير الذي يعلو حوالي 5000 متر وأرارات الصغير حوالي 3900 متر. تسميتهما لدى الأرمن "الأخوان": سيس وماسيس. يعتبر جبل أرارات أكثر الجبال عظمة في العالم، وهو يقع داخل الأراضي التركية جغرافياً، بما أنه كان ينتمي للجزء الغربي من أرمينيا الذي ترك داخل الدولة العثمانية. رغم ذلك يفتخر الأرمن أن أجمل منظر قد تحصل عليه للجبل المقدس هو من داخل الأراضي الأرمنية، ومنها فقط بإمكانك رؤية القمتين معلقتين في السماء بطريقة خلابة.
فن الخاشكار الرائع
رمز الثقافة الوطنية في أرمينيا هو الخاشكار، أو فن نحت الصليب في الحجر، الذي يمارسه الأرمن وحدهم منذ القرن الرابع، مباشرة بعد أن اعتنقت البلاد الديانة المسيحية، وكانت الأولى في اعتناقها هذه الديانة في التاريخ. وجود حجر الخاشكار في أرضٍ ما كان من شأنه أن يدل على ذكرى انتصار أو إتمام بناء معبد أو جسر، أو شكر الله على امتلاك قطعة أرض، وكان يستخدم أيضاً كنصبٍ في المدافن. يتوسط الخاشكار صليب ينمو مثل الشجرة أو الزهرة، وهو رمزٌ لحياة أبدية جديدة، وكل خاشكار هو فريد من نوعه ولا يوجد آخر مثله.
سوق البرغوت في يريفان
يعتبر سوق Vernissage في يريفان، الذي أخذ تسميته من الكلمة الفرنسية نفسها التي تعني افتتاحية معرض فني، أفضل سوق برغوت في العالم. زيارة السوق خلال عطلة الأسبوع هي رحلة إلى عالم الحرفيات الأرمنية المختلفة، وملتقى صائدي الصفقات. هذا هو المكان الذي تجدون فيه الحرفيات اليدوية كالسيراميك والخشب المحفور والأحجار والفخار والدانتيل وأشغال الإبرة والسجاد والقطع الفنية والفضة. إن أقدم الفنون الأرمنية هي حفر الذهب والفضة التي تعود إلى القرن الثاني ق.م.، والزخرفات التي تجدونها عليها هي أرمنية الطابع 100٪.
أقدم المخطوطات
تعتبر ماتيناداران في عداد أغنى المعاهد بالمخطوطات في العالم، مع مجموعة تصل إلى 1700 مخطوطة تشمل التاريخ والجغرافيا والفلسفة والطب والقانون والكيمياء وعلم الفلك وغيرها، بالإضافة إلى المخطوطات المكتوبة باللغات العربية والفارسية والسورية واللاتينية والهندية واليونانية. تم بناء ذلك المعهد العظيم في العام 1959 وفق أساليب هندسية أرمنية، وأٰطلق عليه اسم ماتيتاداران تبعاً لميسروب ماشدوتس واضع الأبجدية الأرمنية.
الموسيقى الأرمنية
الموسيقى الأرمنية لا مثيل لها، تملك لحناً خاصاً وغنياً يستخدم أدوات موسيقية أرمنية أصيلة تعود إلى أوائل القرون الوسطى، مثل نماذج الكمان Pander وBambir، وآلات الوتر Tavikh وKnar، والآلات الهوائية كالـZurn وAvagpog. فن غناء المطربين الأرمن Ashugs المخصص بالحب والحياة والرثاء تطور من القرن السابع عشر. وقد شهد القرن العشرون نهضة موسيقية عالمية مهمة على أيادي ملحنين أمثال Aram Khachaturyan وArno Babadzhanyan. من الصعب تخيّل الموسيقى الأرمنية دون ذلك اللحن الحزين والعميق الذي يصدر من الدودوك، الآلة الموسيقية الوطنية المصنوعة من خشب المشمش، والتي تعود إلى أيام الملك ديكران الكبير في القرن الأول ق.م. سحر الدودوك يكمن في لحنه الناعم والمتناغم، وقد صنفته اليونيسكو ضمن روائع التراث غير المادي للبشرية عام 2005.
طبيعة عذراء
الطبيعة الجبلية لأرمينيا حافلة بمناظر متنوعة، وهي قبلة أنظار علماء الأحياء لتنوعها البيولوجي في الحياة البرية. حشرات وزواحف وزهور تجدونها فقط في
أرمينيا. إن استكشاف أرمينيا من منطقة لأخرى مشياً هي النزهة المفضلة لزوار المنطقة، فيشعرون وكأنهم في رحلة العودة إلى الجذور لاكتشاف الأرض كما خلقها الله.
مياه فيروزية اللون
بحيرة سيفان، إحدى أعلى (2000م) وأكبر (%5 من مساحة أرمينيا) بحيرات المياه العذبة في العالم، وتعتبر السباحة فيها تجربة فريدة في الأيام الحارة، لأن حرارة مياهها منعشة تراوح بين 18 و22 درجة مئوية، وهي خالية من الملوحة. عندما تكون السماء صافية تكتسي مياه البحيرة لوناً فيروزياً نادراً، وقد وصفها الكاتب السوفياتي مكسيم غوركي بأنها تشبه قطعة من السماء نزلت إلى الأرض لترتاح بين الجبال.
نكهة الفاكهة السماوية
تذوق حبة مشمش واحدة تم قطفها من الأراضي الأرمنية تكفي على ما يبدو لتتعرف على ثقافة البلاد الأصيلة والقديمة، فإن فاكهة (برونس ارمانياكا) الشهيرة موجودة في أرمينيا منذ أكثر من 3000 عام. ارتفاع نصف الأراضي الأرمنية ما فوق الـ2000 متر عن سطح البحر يتيح إمكانية زراعة فواكه وخضر متنوعة. يذكر أن المائدة الأرمنية لا تكتمل دون وجود الحشائش والخضر: باذنجان، قرع، فول، بازلاء، وحتى الفواكه مثل المشمش والرمان والعنب والخوخ، كلها تدخل في الأطباق المطبوخة مع اللحمة أو السمك.
الكونياك الأرمني النادر
لا يمكنك أن تتحدث عن أرمينيا دون ذكر الكونياك الأرمني الشهير، الذي استحق في العام 1900 إذناً رسمياً بتسميته "كونياك"، وهو الاول المصنّع خارج الأراضي الفرنسية. وأشهر أنواعه هي (ارارات مانيه، غرايت فالي، ارمينيكا الكونياك المفضل لدى ونستون تشرشل، الذي تعرف عليه يوم أهداه إياه ستالين في العام 1942 خلال مؤتمر يالطا، وإثر إعجابه الكبير بمذاقه طلب شحن صناديق بـ400 قنينة من ذلك الكونياك في كل عام.
أحد أعظم المخرجين في القرن العشرين
من غير Sergey Parajanov وهو مخرج افلام كلاسيكية اساسية من القرن العشرين مثل(Shadows of Forgotten Ancestors في العام ١٩٦٤ الذي اوصله الى الشهرة، كياف فريسكوس المناهض للحرب والذي سرعان ما منع عرضه (1965)،The Colour of Pomegranates الذي صوره في ارمينيا (1969) مواجهاً صعوبات كثيرة والذي يعتبر أهم فيلم له، حرم بعده من إمكان صنع الأفلام مدى 15 عاماً. تعكس أفلام سيرغي الفن السوفياتي قبل زواله، وكانت تعدّ ظاهرة لا تشبه أية ظاهرة أخرى في الفن.
رغم أن سيرغي كان لامعاً في عالم الإخراج بقدر نظرائه Fellini وTarkovsky وAntonioni وGodard.