توقّعت أوساط أميركية أن تُصدر وزارة الخزانة الأميركية في الأيام القليلة المقبلة عقوبات جديدة على عناصر قيادية من «حزب الله» اللبناني، وبعض التنظيمات والتيارات اللبنانية المتحالفة معه.
الخبر الذي تداولته وسائل إعلام عربية ولبنانية وأثار حالة من القلق في لبنان، سعت بعض الأطراف المعنية به إلى محاولة التخفيف من وطأته عبر الحديث عن اتصالات أجرتها مع دبلوماسيين أميركيين في بيروت بهدف جلاء حقيقته.
وبينما أشارت أوساط لبنانية إلى أهمية حفاظ الولايات المتحدة على علاقة مع «المكوّن الشيعي» في السلطة اللبنانية، في إشارة إلى «حركة أمل» التي يقودها رئيس مجلس النواب نبيه بري، تحدثت أخرى سياسية في واشنطن عن عدم تحقيق الوفد اللبناني، الذي يزور العاصمة الأميركية، نجاحاً كبيراً في استبعاد بعض الأطراف من تلك العقوبات الجديدة.
وعزت صعوبة تجنب صدور تلك العقوبات إلى ترابط العلاقة بين ملف إيران في المنطقة، الذي وضعته إدارة الرئيس دونالد ترامب على نار حامية، والتنظيمات السياسية والعسكرية التي تقدم لها طهران دعماً في مختلف المجالات، وخصوصاً دور «حزب الله» في معادلة النفوذ والهيمنة التي تنخرط فيها إيران في أكثر من جبهة. ومع توالي التصريحات النارية ضد إيران من المسؤولين الأميركيين، تشير الأوساط إلى وجود نقاشات واتصالات سياسية جدية إقليمية ودولية بهدف تطويق ومن ثم تقليم مواقع النفوذ التي تمددت إليها طهران في أكثر من بلد، وخصوصاً سورية.
بعض المصادر تحدث عن طلب النظام السوري إلى إيران سحب ميليشيات حزب الله وميليشيات شيعية أخرى من بعض المناطق جنوب سورية ومن محيط دمشق، ما أدى إلى حصول بعض التوتر الأمني، الأمر الذي فرض على موسكو إنزال وحدات عسكرية روسية مباشرة إلى دمشق وعلى الطرق الرئيسية المؤدية إلى العاصمة، وهو ما تناقلته وسائل الإعلام أمس الأول.
وتوضح الأوساط أن ما كشفته بعض وكالات الأنباء عن اقتراحات أميركية سلمها وزير الخارجية ريكس تيلرسون إلى نظيره الروسي سيرغي لافروف حول خطة لوقف الحرب في سورية، تحمل مصداقية من دون أن يعني الأمر حلاً كاملاً للأزمة السورية.
وتؤكد أن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، والمدى الذي سيستغرقه تنحيه عن السلطة، لا يزال هو العقبة الرئيسة، مشيرة إلى أن الاقتراح الأميركي لا يزال يركز على التعاون مع حلفاء الأسد لتسهيل خروجه على ألا ينعكس ذلك تدهوراً على «الستاتيكو» الذي يمثله وجوده في السلطة اليوم، حتى لو تطلب الأمر صفقة منفصلة بعيداً عن طهران. وبالنسبة إلى ملف حزب الله، تقول الأوساط إن الضغوط ستتواصل عليه في سورية ولبنان، لإجباره على سحب مسلحيه من أماكن القتال المنتشرة على مساحات واسعة في سورية، نحو مناطق يجري الاستعداد لتحويلها إلى ملاذات أو ما يشبه «الدويلات» التي يمكن الدفاع عنها.
وتضيف أن الهدف هو فرض وقف طويل، ولو بشكل مؤقت، للحرب في سورية، لتخفيف الضغط عن السوريين والسماح باستعادة شكل من أشكال الانتظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي بعد أكثر من ست سنوات من حرب مدمرة، أطاحت البشر والحجر على حد سواء.
جاد يوسف :الجريدة