أولاً: الاستعراضات المُتقابلة...
مع استعراض حزب الله على الحدود اللبنانية-الفلسطينية قدراته المعنوية المُعلنة والعسكرية المُضمرة، وردّ رئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري،والذي لم يتأخر في الاستعراض على الحدود الجنوبية، مصحوباً بوزير الدفاع وقائد الجيش (رمز الشرعية وسلاحها الأمضى) ،للرّد على الاستعراض الأول، والتّذكير بأنّ في لبنان حكومة وجيشاً قادرين على الوصول إلى الحدود الجنوبية، وإرسال رسائل متعددة، لعلّ أبرزها وأهمّها رسالة التّطمين للمجتمع الدولي بالإلتزام بالقرارات الدولية ومفاعيلها، والتي ما زالت سارية المفعول حتى الآن، ما زالت الساحة الجنوبية مفتوحة على مصراعيها للاستعراض من جهة، وتوزيع الرسائل في كلّ اتجاه.
إقرا أيضا: حزب الله سلاح غير شرعي
ثانياً: متى يستعرض رئيس الجمهورية؟!
فخامة الرئيس عون كان ملك الاستعراض في القصر الجمهوري،والذي كان في عهده عام ١٩٨٩ قصر الشعب، ومن على شرفات هذا القصر كانت تُوزّع الرسائل، وتُطلق أبرز مواقف رئيس الحكومة العسكرية الجنرال عون في تلك الأيام الغابرة، وما لبث أن كرّرها منذ أشهر معدودات، عندما رُفعت على واجهة القصر الأمامية لافتة "قصر الشعب"، وزحفت الجماهير المؤمنة بعظمة التيار الوطني الحر، وعظمة الجمهورية اللبنانية التي اهتدت إلى انتخاب رئيس جمهورية جديد بعد جهدٍ جهيد، وما لبث أن استعرض في يوم حماية الطيور المهاجرة، وأخيراً استقبال الأطفال في حدائق القصر واللهو معهم، فما الذي يمنع فخامة الرئيس من الاستعراض جنوباً، ؟ وهي خطوة باتت ضرورية ولازمة، لعلّ المانع ،والله أعلم، هي ورقة التفاهم مع حزب الله المعقودة عام ٢٠٠٦، ورقة تمنع أدبياً أيّة خطوة ممكن أن تخدش عفّة التفاهم ومفاعيله، ولولا ذلك لكان رئيس الجمهورية سبق رئيس الحكومة لزيارة الجنوب وتأكيد مُقدّسات السيادة والاستقلال والسلاح الشرعي وقرار الحرب والسّلم، والتّصدي لكل من يتطاول على الشرعية والدستور الذي بات أمانة في عنق الرئيس يوم انتخابه ، لكن، وآه من لكن، في فم الرئيس ماء، أو لعلّه هو من قصدهُ
إقرا أيضا: زيارة الحدود ..ارتياح وتعزيز الثقة بالدولة
الشاعر بقوله:
من غصّ داوى بشرب الماء غُصّتهُ
فكيف يصنع من قد غصّ بالماء.