عن سوزان منصور وإخلاء سبيل "منتحل صفة" طبيب، كتبت فيفيان عقيقي في صحيفة "الأخبار": تعبّر هذه القضيّة عن مدى قدرة الأطباء والمستشفيات على التحكّم بالقرارات رغم فقاعة الأخطاء الطبيّة المرتكبة، بما يمنع تحرير صحّة الناس وحياتهم من براثن فساد المنظومة الطبيّة.
فقد توفيت سوزان منصور في آب الماضي، بعدما دخلت لإجراء عملية تجميليّة في بطنها في مستشفى صور الحكومي على نفقة وزارة الصحّة بحجة أنها عمليّة تمزّق عضلي، وقد تعاون فيها ثلاثة أطباء، أحدهم غير مسجّل في نقابة الأطباء وغير حاصل على كولوكيوم لممارسة المهنة، فتوقف قلبها في خلال العمليّة، ليتبيّن أنها أصيبت بورم دماغي بعد انقطاع الأوكسيجين عنها مدة طويلة.
إلّا أن أي تطوّر لم يسجّل في القضية حتى اليوم، وكأن انتهاء حياة منصور على يد منتحل صفة في المستشفى التي يديرها يعدّ حدثاً عابراً. فقد قدّم ورثة الضحية شكوى أمام وزارة الصحّة التي أجرت تحقيقاً حمّلت فيه الأطباء بالتكافل المسؤوليّة كاملة، وأوقفتهم عن العمل مع مدير المستشفى قبل أن تتراجع عن توقيف الأخير. وقُدِّمَت شكوى أمام النيابة الاستئنافيّة في الجنوب، التي استمعت إلى الأطباء وتركتهم رهن التحقيق، بانتظار الحصول على تقارير المستشفيات التي تنقلت بينها الضحية (صور الحكومي والكندي في صور، وبيروت الحكومي)، والتي لم تصدر حتى اليوم، لكون الطبيب ج.ن. مدير أحدها. كذلك لم تصدر نقابة الأطباء تقريرها بعد أو تعطِ الإذن بملاحقة الأطباء.