"أردت إشباع رغبة والدتي بعد وفاة والدي، لئلا تخرج مع رجل غريب"... هي الحجة التي وضعها ع.أ. بعد توقيفه من شعبة معلومات الأمن العام في صور، ليبرر فعلته الشنيعة التي اعتادها منذ بلغ سن الخامسة عشرة، قبل ان يتطور الامر ويمارس الشذوذ مع شقيقه الاصغر أ.أ. وبعد قدومهم الى لبنان من سوريا، فتح منزله للدعارة، حيث سهّل ممارسة والدته الجنس مقابل مبالغ مالية، هذه لمحة بسيطة من يوميات عائلة اعتادت فعل الفحشاء متخطية كل الحدود الشرعية والقانونية.

"تعود القصة الى سنوات من الآن، لكن كشفت قبل ايام، بعد دهم الامن العام لمنزل العائلة في منطقة الزراعة شرقي صور، تم توقيف ع.أ. (24 عاماً ) ووالدته أ.أ. (46 عاما). أقرّ الابن بممارسة الجنس مع والدته، قبل ان تدفعه الحاجة المادية على الموافقة على ممارستها الدعارة مقابل مبلغ يراوح بين 20 الف ليرة و70 الفا بحسب الإمكان المادي للزبون، لا بل كشف خلال التحقيق معه انه يمارس الشذوذ مع شقيقه الاصغر فاستدعي الاخير للتحقيق وأكد الامر. اليوم هم جميعاً رهن التوقيف في مديرية الامن العام في بيروت بحسب ما أكد مصدر امني لـ "النهار".

مرض نفسي

من دمشق الى جنوب لبنان، تطور شذوذ ع.أ. من سفاح القربى الى الدعارة، غريزة حيوانية بامتياز، سببها بحسب اختصاصية علم النفس هيفاء السيد "اضطراب نفسي كما إدمان الشاب على المخدرات، اضافة الى معاناته من عقدة اوديب التي تقوم على تعلق الطفل الذكر بوالدته من عمر ثلاث الى ست سنوات".

وشرحت انه "في حالات مماثلة يكون أحياناً لدى الشاب صراع في اكتساب الهوية الجنسية لأنه تارة يمارس علاقة جنسية مع الأم وتارة أخرى مع الأخ. ويلعبُ جهل الأم لدورها السوي وغياب نضجها العاطفي دوراً في جعلها تحقق اشباعاتها من خلال الابن وهنا يكون الخطأ الاعظم الذي يترك آثاره مستقبلاً على اسرته والمجتمع".

"من يقوم بزنى المحارم إنسان مريض نفسيا ودينيا واجتماعيا" بحسب المدير العام السابق للأوقاف الإسلامية في دار الافتاء الشيخ هشام خليفة الذي رأى ان اسباباً عدة تقف خلف هذه الممارسات الشاذة منها "عدم ضبط الامور الاعلامية والاعلانية ومواقع التواصل الاجتماعي. طبعاً ضبطها ليس الحل النهائي بل لا بد من تكامل حركة يشترك فيها الامنيون لملاحقة العصابات التي تروّج للفساد الاخلاقي مع المفكرين والاعلاميين ورجال الدين".

وأضاف "عندما تفتقد القيم عند الناس ولا يعود للدين تأثير فيهم بالمعنى التعبدي والروحاني مع شحن الشباب والفتيات بكل ما يثير الغرائز، عندها ما هو المانع والضابط لعدم التفلت، فالدين أمر وجداني لا يستطيع الانسان ان يخالفه ولو كان وحيداً في صحراء".

عقوبات

الضمانة بحسب خليفة "معاقبة هؤلاء عقاباً شديداً، وهذا دور القوانين كي يرتدع المتفلت، بالمقابل يجب ان يكون هناك توجه عام لدى المجتمع للضبط العقلي والفكري والوجداني والديني والاخلاقي، اما اذا بقيت الامور باسم الحرية وما الى ذلك سنبقى نسمع بمثل هذه القضايا". اما الحكم الشرعي لمن يزني بمحرم من محارمه في الاسلام "هناك عقوبات متعددة تصل الى القتل، وللحاكم ان يرى من العقوبات ما تكون سبباً لردعه وردع امثاله، من السجن الى الجلد وصولاً الى القتل لكون اذا عجز المجتمع عن علاج المرض، يكون القتل عقاباً رادعاً لهذه الامور التي لا تتناسب مع انسانية الانسان لا بل حتى الحيوان لا يفعل ذلك".

أما من الناحية القانونية فشرح المحامي صالح المقدم لـ "النهار" أنه "يقصد بزنا المحارم معاشرة شخص لمحارمه، مثل أن يواقع الأب ابنته، او الأخ اخته او امه. مع الاشارة ان مرتكب فعل السفاح قد يكون ذكراً او انثى، وقد يكون ذلك بحق ذكر او انثى ايضاً، كما لا تقتصر على مواقعة الذكور للإناث، بل هناك حالات كانت الإناث هن المرتكبات لفعل السفاح".

واضاف "تنص المادة 490 من قانون العقوبات ان من يقدم على زنا المحارم يعاقب بالحبس فقط من شهرين إلى سنتين. أما اذا كان الفاعل له سلطة شرعية على المفعول به، فتراوح فترة العقوبة من سنة الى ثلاث سنوات مع إمكان منعه من حق الولاية. أما المادة 491 فتحدد انه يتم ملاحقة السفاح بناء على شكوى من قريب من الدرجة الرابعة كأبعد حد، أو تُباشر بلا شكوى إذا أدى الأمر إلى فضيحة، من دون أن يحدد القانون ما المقصود بالمصطلح".

الدعارة في القانون

"أما الدعارة أو البغاء فهي فعل استئجار أو تقديم أو ممارسة خدمات جنسية بمقابل مادي. والمصطلح له تعاريف عدة، فالبعض يعتبر الدعارة ببساطة "بيع الخدمات الجنسية"، من دون أدنى إشارة إلى التمييز بين الدعارة القسرية والدعارة الطوعية، وقد جرم القانون اللبناني الدعارة من خلال عدة مواد في قانون العقوبات"، وفق قول المقدم.

 ويتابع "منها المادة 523 التي تنص على معاقبة كل من تعاطى الدعارة السرية أو سهّلها بالحبس من شهر الى سنة وبغرامة مالية، والمادة 527 التي تنص على أن كل امرئ لا يتعاطى مهنة بالفعل فاعتمد في كسب معيشته أو بعضها على دعارة الغير، عوقب بالحبس من ستة أشهر الى سنتين وبغرامة مالية".

ع.أ. واحد من مئات الاشخاص الذين تخطوا كل الخطوط الحمراء، مارسوا الفحشاء مع من حرّمتهم الطبيعة والاديان عليهم، بعدما دفنوا إنسانيتهم وساروا خلف غريزتهم!

(الصورة المرفقة بالمقال تعبيرية)