أرسل نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، رسائل تحذيرية للأردن، في مقابله له تحدث فيها عن جملة من الأمور أبرزها التطهير الطائفي في سوريا على إثر المعارك هناك.
وعن التحركات في درعا على الحدود الأردنية جنوب سوريا، قال قاسم إن على الأردن أن ينتبه إلى أن الوجود “التكفيري” بدأ ينمو في المملكة، وأن الأزمة السورية يمكن أن تتنقل إلى الأردن عبر تحرك “التكفيريين” إلى داخل الأردن، وذلك في حوار له مع صحيفة “الأخبار” المقربة من الحزب.
وقال إن العمليات العسكرية في درعا “جزء لا يتجزأ من معركة تحسين الشروط ومواقع النفوذ بين الدولة السورية والمعارضة المسلحة”.
وعن اتهام حزبه بأنه يساهم إحداث تغيير ديموغرافي في سوريا عبر اتفاق كفريا والفوعا والزبداني ومضايا الأخير، قال قاسم إن الأولوية هي إبقاء أبناء كفريا والفوعا على قيد الحياة، وإخراجهم من الحصار الذي يستنزفهم، وإنه لا حل منطقيا سوى المغادرة، رافضا فكرة أن هنالك تطهير طائفي في سوريا، ولافتا إلى أن كل من ترك بيته وبلدته بإمكانه العودة لها لاحقا كجزء من الحل السياسي في البلاد.
وعن الحل السياسي قال نعيم إنه “لا يمكن أن يكون الحل السياسي موجوداً إذا لم تشارك الأطراف الأساسية، أميركا وروسيا والسعودية وإيران وتركيا وسوريا والمعارضة”.
وقال إن عدم مشاركة أميركا والتعطيل الخليجي لكل الخطوات يعني أننا لسنا أمام خيارات سياسية واضحة، لافتا إلى أن الضربة الأمريكية الأخيرة على مطار الشعيرات السوري كان الهدف منها أن تقول أمريكا أننا موجودون على الساحة.
وبشأن مطالب رحيل الأسد كمدخل للحل في سوريا قال إن بقاءه أمر محسوم، وإنه محور أساسي للحل في البلاد، وإن المطالبة برحيلة مسألة انتهت وتخطاها الزمان معتبرا إياه “حاميا” للحل السياسي.
وعن العقوبات الأمريكية على حزبه، حمل قاسم الدولة اللبنانية المسؤولية عن ذلك وقال إنه لا يجوز أن يعتدى على كل اللبنانيين بحجج واهية، وإنه “ليس مقبولاً أن تصبح الدولة اللبنانية أداة تنفيذية لقرارات أميركية تطاول مواطنيها”.
واستبعد قاسم أن تشن إسرائيل حربا على لبنان في هذه المرحلة، لأنها تؤمن بأن أي حرب جديدة ستكون مضمونة الخسائر بالنسبة لإسرائيل، بسبب عوامل عدة منها الإرباك الإسرائيلي وضعف الجبهة الداخلية، وانتظار ما ستؤول إليه الأمور في سوريا.
ولفت إلى أن انشغال الحزب في سوريا، لا يعني أنه غير قادر على الرد على إسرائيل.