خسر برشلونة بطاقة العبور إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد تعادله السّلبي مع الفريق الإيطالي يوفنتوس في الكامب نو، حيث فشل البرسا تسجيل أي هدف في الذّهاب والإياب، وتأهل اليوفي متحصناً بدفاعه القوي وبنتيجة لقاء الذّهاب التي إنتهت بفوزه 3-0.
يستغرب العالم أجمع كيف يفكر مدرب برشلونة لويس أنريكي وجهازه الفني عند وضع تشكيلة المباراة، حيث أن التشكيلة التي دخل بها بإياب ربع النهائي، كان البرسا بأمسّ الحاجة لها في ملعب اليوفي، أما إياباً كان البرسا بحاجة لخطة هجومية وخاصةً في الشّوط الأول الذّي من المفروض أن يكون الأمل الوحيد للعودة في النتيجة، لكنه فضّل الدّخول بخطة ٤-٣-٣ التي تعاني على صعيد خط الوسط وتنسف الجهة اليمنى لبرشلونة.
خسر البرسا مباراة الذهاب بثلاثية من سوء حظه أمام فريق يملك دفاع قوي ومدرب تكتيكي من الصّعب العودة بالنتيجة أمامه، إلا إذا إمتلكت أسلحته التي تسمى "التكتيك" أو الجماعية في الأداء.
إقرأ أيضًا: معجزة كروية أخرى بإنتظار برشلونة أمام اليوفي
أقدم اليوفي في الرّبع ساعة الأولى على الخروج من مناطقه للضغط على البرسا وعدم تلقي هدف مبكر، ثم العودة بعد ذلك للخلف لإغلاق المساحات، ليخرج من الشّوط الأول بالنتيجة التي تدمر أحلام الجمهور البرشلوني بأمل عودة فريقه، وتزيد الضّغط على لاعبيه الذين فقدوا تركيزهم أمام المرمى.
وبالمقابل برشلونة بثلاثي ضعيف في الوسط على صعيد بناء الهجمة، مما يجبر ميسي ونيمار للتراجع للخلف لبناء فرص لنفسهم، إضافةً لأظهرة خجولة في المساندة الهجومية، ولعب متواصل على الجهة اليسرى من دون الإكتراث للجهة المقابلة التي تخلو أساساً من اللاعبين.
برشلونة كان يستحق تسجيل الأهداف في الشّوط الثّاني والمباراة ككل، لأنه من غير المعقول أن فريق يسدد ١٩ مرة على المرمى ولايهز الشباك أبداً، لكن ذلك بسبب أمراً واحداً وهو الضّغط النفسي الذي عانى منه اللاعبين، لأن اللاعب الذّي يتحمل ضغط المباراة والجمهور وثلاثة أهداف الذّهاب، سيفقد تركيزه أمام المرمى وتنثر العشوائية في الملعب والنتيجة هي الخسارة بنهاية المطاف.
إقرأ أيضًا: أنشيلوتي قدم هدية الحسم وريال مدريد رفض ذلك
شارك مدافع برشلونة جيرمي ماتيو في مباراة ملقا في الدوري الأسباني وقدم أسوء مباراة ممكن أن يقدمها مدافعاً، ثم تفاجئ الجميع بإشراكه في مباراة الذّهاب أمام اليوفي وكان الخلل الواضح في التشكيلة، ثم يوم الأربعاء أستبعد من القائمة المستدعاة لإياب الربع نهائي، مما يؤكد عشوائية الإختيارات التي يقوم بها الجهاز الفني للبرسا بقيادة لويس أنريكي بغض النظر عن أن ماتيو يستحق الإستبعاد للأبد.
حقق برشلونة مع لويس أنريكي الكثير من البطولات وهذا مهم للنادي والجمهور، لكنه أضاع هوية النادي الكتلوني المعروفة بقوة خط الوسط والجماعية أيّ الفلسفة البرشلونية التي صنعها وكرّسها الهولندي يوهان كرويف، فمرمى برشلونة أصبح يتلقى شباكه الثّلاثة والأربعة أهداف في عهد أنريكي، وينتظر الفريق العودة للكامب نو لكي يأمل جمهوره بحلول فردية من الثّلاثي الهجومي، بعد أن كان تسجيل هدف في البرسا والإستيلاء على وسط ملعبه حلم لكل فريق يلعب أمامه.
إنها مشاكل متراكمة من سوء إستخدام الملايين في سوق الإنتقالات، إلى الإدارة الغير مُبالية إلا بإقتصاد النادي، إلى جهاز فني نسف فلسفة برشلونة وحوله من فريق جماعي إلى فريق فردي والنتيجة طبيعية بالنهاية.