قال مصدر ميداني عسكري قريب: "لن يترك "حزب الله" بقعة قرب الحدود اللبنانية يتواجد فيها مسلحون تابعون لأي من التنظيمات الإرهابية" وشرح تفاصيل بداية المعركة وشروط حسمها.
بهدف وقف المعركة على الحدود وبعد سيطرة "حزب الله" على جزء واسع من جرود عرسال البعيدة عن البلدة, ونسبة للحساسيات والنعرات المذهبية الموجودة في تلك المنطقة التي كان بإمكانها أن تسبب ضغط سياسي على "حزب الله" من الداخل قام "حزب الله" بتنظيف كل المناطق التي يوجد فيها مسلحوا "جبهة النصرة" في السلسلة الشرقية وجبال القلمون وسيطر عليها.
كما أن وجود مسلحي "جبهة النصرة" في الجرود ضرراً لا فائدة منه لهم بالمنطق الميداني لثلاثة أسباب هي:
- إستعادة تدمر من قبل النظام و"حزب الله" التي تُعد الشريان الحيوي لمنظمة "داعش" في جرود عرسال من جهة وكآخر ورقة لفك الحصار عن المسلحين في الجرود.
- إخلاء الزبداني وكل القرى المحيطة به وإخلاء وادي بردى من المسلحين التابعين "لجبهة النصرة" و"داعش".
- إمتلاك "حزب الله" متسعاً من القدرة على حسم المعركة في هذه المنطقة.
إقرأ أيضًا: عودة حزب الله إلى بلد المنشأ
كما أنَّ عناصر "داعش" كانو قد بدأو بالإنسحاب متسللين من الجرود تحت مراقبة "حزب الله" وأنظاره دون الإشتباك مع عناصر "داعش" بغية إغرائهم وتشجيعهم على الفرار والخروج من الجرود.
ويرجح المصدر إلى أن معركة الحسم في الجرود لن تطول وستحسم خلال فترة لا تتجاوز الأسابيع القليلة وقد تتم تسوية لإخراج المسلحين من الجرود إلى الداخل السوري مشابهة للتسويات التي حصلت مع مقاتلي الزبداني وغيرها من المناطق وإنَّ أعداد المسلحين المحاصرين في الجرود تتراوح بين 1000 و 1500 مسلَّح من مختلف الفصائل.
ومن المتوقع أنَّ المعركة لن تكون مضرة من جهة التصعيد المذهبي والإحتقان الديني الداخلي في لبنان مع إعتماد "حزب الله" على التفاهمات السياسية الموجودة في الداخل اللبناني من الأفرقاء لجهة تخفيض ألإحتقان السني - الشيعي بشكل خاص ما يساعده على بدء المعركة وحسمها من دون التعرض لمدينة عرسال أو الإقتراب منها.
كما أوضح المصدر أنَّ معركة الجرود المتوقعة والتسوية المتوقعة أيضاً لن تشمل المسلحين فقط بل ستشمل عدداً لا بأس به من النازحين في مخيمات أطراف عرسال بحيث ستفتح لهم الخطوط للعبور إلى مناطقهم وقراهم وبلدات القلمون بشرط موافقتهم على الشروط التي عرضت عليهم سابقاً، إضافة إلى إنهاء ملف المطلوبين منهم، مع تمكن من يرغب بالعودة إلى إدلب وغيرها من المناطق السورية التي تخضع لسيطرة المعارضة السورية.
إقرأ أيضًا: رسالة من شيعي لبناني إلى العالم: ألجَنوبُ لَيْسَ قاعدَةً إيرَانيّةً
وأكَّدَ المصدر أن المؤشرات والتحضيرات تشير إلى أن المعركة لا بد منها قريباً، وأنَّ حسمها سيكون قبل بداية شهر رمضان الكريم أي نهاية أيّار المقبل لتعود الحدود اللبنانية - السورية آمنة وخالية من المسلحين.
وترافق ذلك اليوم مع جولة إعلامية بشرح عسكري لحزب الله عن تحصينات العدو الإسرائيلي على الحدود اللبنانية والتغييرات التي قام بها قرابة العام. وتطرق المتحدث بإسم حزب الله إلى شرح عن التحليلات العسكرية الإسرائيلية في حال دخول حزب الله وعن المستوطنات ومن يتمركز في كل منها من قوات عسكرية إسرائيلية بالأسماء، ما يشكل رسالة لإسرائيل حول إقتراب حزب الله من إنهاء الخطر الشمالي المتعلق بالمسلحين من جبهة النصرة وداعش وعن جهوزيته لأي هجوم إسرائيلي على حدود عبر إظهار المراقبة الدقيقة لحزب الله حول كل تغيير يقوم به العدو ضمن حدوده وإستعداده للتوغل في الداخل الإسرائيلي.