نقلت مصادر إعلامية عن أحمدي نجاد تفاصيل تسجيله المفاجئ للرئاسة، فإنه تسجل للترشيح بالرغم من أنه قد أعلن سابقًا بأنه لن يترشح في الإنتخابات الرئاسية، ولم يكن يتوقع أحد بأنه سيقدم طلبه للترشيح عندما رافق مساعده السابق حميد بقائي إلى وزارة الداخلية للتسجيل للإنتخابات.
كشف موقع سحام عن تفاصيل مثيرة لتسجيل أحمدي نجاد للرئاسة، تؤكد على المقولة التي عرضناها سابقًا وهي عبارة عن أن السياسة لدى أحمدي نجاد لا تعني إلا الحرب والحرب عنده ليست إلا خدعة.
إقرأ أيضًا: هل يخسر ظريف الكرسي الوزاري بإنتخاب الرئيس الجديد؟
يقول موقع سحام بأن أحمدي نجاد كان ينوي الترشح للإنتخالات الرئاسية ولكنه لم يعرب عن نيته لأسباب، وأبقى نجاد هذه النية سرية وبل أكد خلال رسالته المفتوحة للمرشد الأعلى بأنه سوف يلتزم بنصيحة المرشد ولن يقدم طلبه للترشيح.
ومنذ أسابيع قبل فتح باب الستجيل أعلن تيار الرئيس أحمدي نجاد بأن مرشحه الوحيد سيكون حميد بقائي ولكن عند ما دخل الأخير مبنى وزارة الداخلية برفقة أحمدي نجاد وقدّم أوراقه لطلب الترشيح، تفاجأ ومعه جميع المشاهدين والإعلاميين بمبادرة أحمدي نجاد للتسجيل وربما تخيل البعض أنذاك بأن أحمدي نجاد يمازح رفيقه بقائي ولكنه كان جديًا وسجّل أمام أعين الكاميرات.
نقل موقع سحام عن مصادره بأن أحمدي نجاد ردّ عن السؤال حول أسباب تسجيله المفاجئ بالرغم من تأكيد المرشد الأعلى وبالرغم من أنه طمأن المرشد بعد التسجيل بالقول بأنه لم يطلع أحدا تحسبًا لتصرفات القوى الأمنية، فإنه لو كان سيعلن قبل أيام من التسجيل عن نيته للتسجيل، كان من المحتمل (وبل المؤكد) أن تطوق القوى الأمنية منزله لفرض الحصار عليه ومنعه من الخروج من المنزل والمجيئ إلى مبنى وزارة الداخلية، ولهذا لم يكن لديه خيار إلا إخفاء الموضوع، حتى من مقربه الخاص حميد بقائي الذي تلقى صدمة أحمدي نجاد عندما رأى أنه تسجل من دون إخبار سابق.
ونقل موقع سحام عن مصادره بأن مجلس صيانة الدستور رفض طلب أحمدي نجاد للترشيح بينما يرى الأخير بأنه ليس هناك سبب لرفض طلبه وأن بعد رفض طلبه يبني على الشيء مقتضاه.
إقرأ أيضًا: تدهور صحة الولي الفقيه أو ولاية الفقيه؟
أثارت هذه العملية المدروسة التي قام بها أحمدي نجاد إستياء المحافظين، المتشددين منهم والمعتدلين حيث يرون بأنه مخالفة واضحة وتحد كبير للمرشد الأعلى، بينما يصرح أحمدي نجاد بأن أحدًا لا يحق له أن يمنع المواطنين من ممارسة حقوقهم وأن المشاركة السياسية حق لجميع المواطنين من دون إستثناء وتمييز بينهم.
ويرى خبراء بأن أحمدي نجاد أراد من خلال التسجيل أن يُعدّ أرضية ملائمة لمجلس صيانة الدستور لرفض طلبه وطلب الرئيس روحاني معًا لتخفيف التوتر المحتمل، حيث أن البلية إذا عمّت طابت.
ولكن يبدو أن أحمدي نجاد تخطى مرحلة مجابهة الإصلاحيين وهو الآن يتجه إلى معارضة الولي الفقيه وليس الإصلاحيين والمعتدلين ولهذا يستعير شعارات الإصلاحيين ويحاول أن يُظهر بأنه مقتنع بالإصلاح وليس لديه مشكلة مع الإصلاحيين كما أنه حاول - وفق مصادر- اللقاء مع الزعيم الإصلاحي محمد خاتمي.
ماذا في جعبة أحمدي نجاد جعله جريئا لهذه الدرجة، يغامر بمستقبله؟ يقال بأنه سرق ملفات سرية للغاية من وزارة المخابرات الإيرانية بعد إقالته وزير المخابرات في حكومته الشيخ مصلحي، قبل أن يتدخل المرشد الأعلى لإيعاده إلى كرسيه الوزاري بأمر حكومي في العام 2010، وتشمل تلك الملفات وفق ما أشيع فضائح لعدد من كبار المسؤولين الإيرانيين وهنا يكمن سر تماشي النظام مع هذا الطفل العنيد الطاغي الذي يُحتمل أن يخرب السقف على رأس الجميع بحال رفض طلبه.