لم يستسيغ جمهور حزب الله وناشطيه الفيسبوكيين، الممتلئون غيظًا وحقدًا على المملكة السعودية فقط بسبب خلافاتها مع إيران، أن يشاهدوا شخصيات شيعية كبيرة بحجم الرئيس بري ( ممثلًا بالنائب أيوب حميد ) أو شقيقة الإمام الصدر السيدة رباب الصدر "بحجمها الرمزي"، متواجدين في السفارة السعودية ببيروت، حتى ولو كانت المناسبة هي لقاء تضامني مع إمام الشيعة اللبنانيين المغيب السيد موسى الصدر نظمه مشكورًا القائم بالأعمال السعودي المستشار وليد البخاري والذي حضره جمع غفير من الشخصيات الوطنية المتنوعة.
إقرأ أيضًا: السفارة السعودية تكرم الامام موسى الصدر
وكما جرت العادة، وبمجرد إنتشار هذا الخبر إشتعلت صفحات ناشطي الحزب وإنهالت على السيدة الصدر بأقذع العبارات وأسفلها، بدون أي مراعاة للحد الأدنى من الأخلاقيات الدينية أو الإنسانية.
فالحرمات والحدود تسقط تلقائيًا عند معظم هذا الجمهور الأرعن، بمجرد الإختلاف بالرأي أو حتى بمجرد التمايز عن مقتضيات ما تفرضه أدبيات وأساليب مسقطة على البيئة الشيعية لا تراعي إلا المصالح الإيرانية.
فإيران وجماعتها هي فقط التي يحق لها وحدها أن ترسم سياقات العلاقات لشخصيات شيعة لبنان، ليتحول بعد ذلك من يخرج عن هذه الحدود " الإيرانية " هو خارج عن الدين والمذهب، فتسقط بذلك حرمته ويحلل شتمه وسبه وإتهامه.
إقرأ أيضًا: كرمت السعودية موسى الصدر فسبوا أخته !
إن ما تعرضت وتتعرض له السيدة الصدر ومن خلفها حركة أمل لهجمة شنعاء من رعاع القوم، يؤكد مرة جديدة أن في ثقافة حزب الله لا وجود ولا معنى لأي تنوع، ومن غير المسموح لأي هامش من التمايز حتى داخل الحلفاء، فإما أن تكون معنا مئة بالمئة، وإما أنت خارج عن حضرة أشرف الناس ومن " شيعة السفارة ".
وجدير في هذا المجال التذكير هنا، أن من يتطاولون الآن على أخت الامام الصدر، هم أنفسهم من يدعون حماية مقام أخت الإمام الحسين.