وتوقّعت المجلّة أنّ المستقبل الأسود الذي ينتظر تنظيم "الدولة الإسلاميّة" يمكن أن يدفع مقاتليه للعودة الى جذورهم والتصالح مع حليف قديم هو "القاعدة". إذ ذكّرت بما قاله نائب الرئيس العراقي إياد علاوي الإثنين عن أنّ "محادثات وحوارات حصلت بين مسؤولين يمثّلون أبي بكر البغدادي وآخرين يمثّلون أيمن الظواهري جرّاء الهزائم العسكرية التي مُنيَ بها "داعش" في الشرق الأوسط".
وقالت المجلّة: "لقد خسر "داعش" تقريبًا كلّ الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق، حيث قاتل بمواجهة القوات العراقية والكرديّة ومجموعات شيعية مدعومة من إيران والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة". وأضافت: "في سوريا، يواجه "داعش" الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطيّة المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية والأكراد ومجموعات أخرى بعضها مرتبط بالقاعدة".
ولفتت الى أنّ خسارة الأراضي الداعشيّة يمكن أن تؤدّي الى تحالف إستراتيجي جديد بين المجموعات العسكرية المتشددة.
وقالت إنّ "داعش" في الأصل فرع من "القاعدة" وأصبح ناشطًا بعد الإحتلال الاميركي للعراق في العام 2003، وإسقاط الرئيس صدام حسين. عام 2006، أعلن عن "الدولة الإسلاميّة" في العراق وبقي محافظّا على الإرتباط بالقاعدة، وعندما أصبح البغدادي زعيم التنظيم في العام 2010، أرسل أبو محمد الجولاني الى سوريا لإنشاء "جبهة النصرة" وتوسيع أذرع التنظيم. وعندما أعلن البغدادي فكّ الإرتباط عن القاعدة عام 2013، رفض الجولاني ذلك، ما أحدث شرخًا كبيرًا بين الجهاديين الذين يقاتلون في العراق وسوريا.
ومنذ ذلك الوقت بقيت لـ"داعش" اليد العليا، وتحرّك التنظيم للإستيلاء على نصف العراق، بما في ذلك أكبر المدن، وعندما ظهر البغدادي في العام 2014 لإعلان "داعش" كشبكة جهاديّة عالميّة، لبّى آلاف المسلمين الأجانب نداءه.
وفي سوريا سيطر على عدد من المناطق أيضًا، وكانت "القاعدة" تدعم المجموعات المعارضة التي تقاتل النظام السوري منذ العام 2011. ولكن بعد الدعم الروسي تغيّر الوضع، خصوصًا وأنّ الجيش السوري وحلفاءه أطلقوا مجموعة هجمات في العامين 2015 و2016 واستعادوا السيطرة على معظم المدن التي كانت المعارضة قد استولت عليها.
وشدّدت المجلّة على أنّ التدخّل الأميركي في العام 2014 والتدخّل الروسي في العام 2015 أجبر التنظيم على الوقوف في جبهة الدفاع بدلاً من توسيع رقعة إنتشاره في سوريا. ولفتت الى أنّ التحالف بين "داعش" و"القاعدة" لن يمدّ الجهاديين بالدعم التكتيكي لتعويض خسارته على الأرض في العراق وسوريا، ولكن قد يؤخّر فرص إحلال السلام في سوريا والذي سيكون له عواقب مميتة عالميًا.
وختمت المجلّة بالإشارة الى أنّه "لدى "داعش" 12 الى 15 ألف مقاتل، بينهم 2000 فقط لا يزالون في العراق، أمّا القاعدة فلديها 31 ألف مقاتل في سوريا، وهذا ما يجعل الإتفاقيات العسكرية ما بين "داعش" و"القاعدة" وأتباعها أمرًا مدمّرًا على الساحتين السورية والعالميّة".
(نيوزويك - لبنان 24)