جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر ووزير الخارجية في العهد الجديد، بات يشكل الشغل الشاغل للصحفيين والإعلاميين ليس ببراعته السياسية ولا بمواقفه الوطنية ولا بوطنيته ولا بشعبويته، إنما بهفواته وشطحاته وجنونه وإستفزازاته الدائمة سواء للمقربين والحلفاء أو للأبعدين والخصوم.
يشكل جبران باسيل حالة لبنانية فريدة إذ يريد أن يكون البطل والمناضل في معركة وهمية من أجل حقوق المسيحيين، وأراد أن يكون عرّاب القانون الإنتخابي العتيد، وبين هذا وذاك خرج جبران باسيل عن الضوابط الوطنية، وبات يجاهر ليل نهار عن قصد أو غير قصد بخطاب طائفي وعنصري يستفز به كل مكونات الشعب اللبناني، في وقت تجاوز فيه الكثير من اللبنانيين هذا الخطاب وهذه اللغة، إلا أن جبران باسيل على ما يبدو يصرّ على ترويج الخطاب المذهبي والطائفي تحت عنوان وهمي إسمه حقوق المسيحيين من جهة، وتحت عنوان المصحلة الشخصية بذريعة قانون الإنتخاب من جهة ثانية.
إقرأ أيضًا: مسرحية في مجلس النواب من يحاسب من؟
هذا التمادي في سياسة التحدي واللامنطق التي يعتمدها جبران باسيل تعيد المناقشات حول قانون الإنتخاب إلى المربع الأول، وتعيد الحديث عن حقوق المسيحيين إلى حقبة سابقة في تاريخ لبنان مضى عليها الزمن، مع أن المطلوب اليوم العمل على تحصيل حقوق لبنان والجمهورية والدولة بتوفير الفرص المناسبة لإنجاح العهد وتقديم قانون إنتخابي جديد فوق الطائفية والمحاصصة والمصلحة، قانون إنتخابي عادل يلبي طموحات شرائح الشعب اللبناني كله.
إن حقوق لبنان الوطن والدولة فوق حقوق الطائفة والمذهب وفوق حقوق الحزب والمحاصصة، إن حقوق لبنان تبقى بالدرجة الأولى لأي مسؤول وطني شريف يعي معنى المسؤولية ويعي معنى التصدي لشؤون الناس والوطن والدولة.
إقرأ أيضًا: خطاب القسم وخطيئة التمديد
قبل أن يحول جبران باسيل معاركه الوهمية حول حقوق المسيحيين عليه أن يقوم بدوره أولًا كمواطن لبناني مسؤول يستخدم موقعه لصالح الوطن والشعب بغض النظر عن الطائفة أو المذهب أو الحزب وإلا فإنه لم يعد مؤهلًا للإمساك بوظيفته السياسية أو الحزبية.
خدعة سياسية يبني عليها جبران باسيل أحلامه النيابية والسلطوية فيلجأ إلى حقوق المسيحيين كشمّاعة غير آبه بالتداعيات الطائفية والمذهبية لهذه اللغة التي كلّفت اللبنانيين الكثير من الأرواح والدماء والجرحى والمفقودين.