السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, أمّا بعد :
إخواننا المسلمين في العالم العربي والعالم كله "السلام عليكم" من شيعة لبنان والجنوب إليكم أهل الكتاب والحق متَّبعي رسول الله (ص) و أهل بيته (ع) وأصحابه(رحمهم الله). أنا إنسان " شيعي عربي لبناني جنوبي " أحيّكم وأتكلم معكم وأعلم أنّ فيكم ضميراً ما مات و لن يموت وأقول:
"أَشْهَدُ أنَّ لَا إِلَهَ إِلّا اللهْ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسولُهْ وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيّاً كَاْنَ بِالْحَقِّ وَلِيُّهُ وَوَصِيُّهُ" وأن عمر وأبو بكر وعثمان من معاصري الرسول وخلفائه وأصحابه (رضي الله عنهم أجمعين).
يا أهلنا المسلمين على مر السنوات ومنذ نشأت حزب الله الموالي لإيران بدأت النزاعات بيننا شيعة لبنان ومسلمي العرب (السنة خاصةً) كما صراع إيران مع السعودية, الصراع السياسي والديني الذي نراه في وقتنا الحالي والذي ينعكس علينا نحن الشعوب ذوي الطاقات و العلوم والخبرات في كل المجالات. ولكن هل رأي فئة من الأشخاص يعطي الحق لأعداهم بالهجوم السياسي والفكري والديني على كل من يمد لهؤلاء بِصِلَةٍ أو قرابةٍ أو معرفة أو حتى مجرد كونه من نفس المذهب. طبعاً كلّا و ألف كلّا. فمنطق الكلام لا يقبل بهذا التفكير فلا يحق لي قتل شخصٍ إذا كان أخوه هو المذنب فالعقاب يجب أن يحل بمن قام بالذنب وليس بمن يمد له بِصِلَةٍ مجرد القول بهذا الكلام والتفكير بهذا المنطق يظهر أن مجرد وجود حزب الله في الجنوب لا يعني وجود التأييد الشيعي الكامل أو المطلق له فلكل إتجاهً إتجاهٌ معاكس ولكلِّ رأيٍ رأيٌ آخر، من هنا ألا يجب علينا التراجع قليلاً والتفكير في ما نقوم به ضد بعضنا, فبدل أن نستعين بالغرب لضرب بعضنا البعض يجب القيام بالعكس يجب أن نعيد أمجاد فتح الأندلس وفتح بلاد فارس " عبدة النيران " .
إقرأ أيضاً: إيران مع ترامب غيرها مع أوباما
أما عن شيعة الجنوب الفقراء الأعزاء المحبين لغيرهم المظلومين مثلهم نقول:
-في جنوب لبنان هناك العديد من الآراء ولكن هناك قوى مستبدة وظالمة تحارب من يعارضها بالمنطق والفكر والولاء فتحاربه بلقمة العيش وبالعمل وبالسمعة وبكل وسيلةٍ ممكنة فتطغى الحاجة إلى العيش على قول كلمة الحق بوجه السلطام الجَّائر الموجود الأن.
-في جنوب لبنان يوجد أحزاب حاكمة بالسلطة والسلاح والأمن, وهناك شعب فقير يكره الحروب والأذى, يرغب بالحياة ويحبها ولكنَّ قياداته الحكيمة لا تسمح بذلك فتراها تخرجه من حرب إلى أخرى من عداوةٍ إلى أكبر منها بغية إبقائه صامتاً وإبقاء نفسها في سدة العرش فوق الأرض وتحتها.
-في الجنوب الكثير الكثير من الشيعة الذين يرغبون بكل فخر التعاون مع المسلمين العالم العربي الذين وإن اختلفوا معهم في السياسة يبقى الله (عزَّ وَ جَلْ) والقرآن والرسول (ص) يجمعهم فوق كل خلاف واختلاف.
-في الجنوب الكثير من السنة الذين يعيشون بين الشيعة فلا نرى أحداً منهم ذليل أو مظلوم أو مضطهد بل كلهم محترمين ويعيشون بيننا بكل سلامٍ واحترامٍ ودون أي مشاكل تذكر, فإذا كنا شيعة الجنوب نكره المسلمين غير الشيعة كان يجب أن نخلي الجنوب منهم وإبقاء الجنوب صبغة شيعية كاملة ولكن كلا فنحن نحب السنة أهلنا في الكتاب والسُّنَّةِ.
-في الجنوب معظم المواطنين كرهوا الأحزاب الشيعية الحاكمة بسبب إستبدادها تحت مسميَّات مختلفة منها قضية السيد موسى الصدر المغيب ومنها ولاية الفقيه المستبدة والمستبدة كما يقولون من المعصوم الغائب (عج).
-في الجنوب بدأ الشيعة يقولون " قاتل الله الأحزاب " لأنها لم تأتي سولى بالفقر والدم والمحسوبيات لزعماء الطوائف الذين برزوا في إتفاق الطائف.
-في الجنوب يعاني الشيعة ممن يحكموه تحت وطأة التهديد بفتح الحرب مع الأعداء المحطين بنا وهذا ما نخافه, فهذه المرة ليس هناك " سوريا " كي نذهب إليها في الحرب فحزب الله حملنا ما لا طاقة لنا به فلم يكفه العداوة مع إسرائيل العدو الغاشم بل زاد العداوة مع إخواننا المسلمين في سوريا وقام بما لن يُنسَى لعشرات السنين.
-في الجنوب يوجد العديد من المستقلين الذين يواجهون طغيان حزب الله بالكلام والمنطق ومنهم من كان به عندما كان رايَةَ حق, فترى " حزب الله " يواجههم بلقمة عيشهم ويحرّض البيئة ضدهم ويسعى كي يُطَردوا من أعمالهم ولكنهم يظلون على ثوابتهم تزحزحهم أشد العواصف.
إقرأ أيضاً: هل يجب أن تنتهي الصراعات الدينية في عالمنا العربي؟
في خلاصة الرسالة هذه والتي ستليها رسائل أخرى أود القول أنَّ الجنوب كان و سيبقى مع فلسطين, كان وسيبقى مع كل مظلوم في بقاع الأرض,كان وسيبقى أرضاً مليئة بالعلماء والفلذات الفكرية.
ولكن جنوب لبنان لم يكن يوماً و " لن يكون قاعدةً إيرانيةً " , لن يكون مرتزقَةً لأي أحدٍ سواء نصب من الإمام القائم (عج) كما يزعم أو لم ينصب. لن ننسى فتح الأندلس, ولن ننسى فتح بلاد فارس عبدة النيران على يد القائد " عمر إبن الخطاب " ولن ننسى أمجاد العرب ولن ننسى كيف يتدخل الفرس بوجه الوحدة العربية دوماً, ولا تنسوا أن الجنوب " ليس قاعدةً إيرانيّة ".
والسّلام على من يستحق السّلام.
أخوكم المتواضع عباس منصور