شنّ موقع "كلمة" الإيراني هجوما شديدا على سياسة المحافظين والحرس الثوري في سوريا.
 
واعتبر الموقع التابع للتيار الإصلاحي أن تلك السياسة أفضت إلى خداع إيران خدمة لمصالح الروس في سوريا.

وقال موقع "كلمة" في تقرير تحليلي ترجمته "عربي21": "خلال هذه السنوات بررت إيران تواجدها العسكري في سوريا بحجة الحفاظ على محور المقاومة ضد إسرائيل في المنطقة، ويضم هذا المحور أكبر حليف لإيران، أي روسيا، وللحفاظ على مصالح محور المقاومة وضعت إيران قاعدة نوجة الجوية شمال إيران في خدمة المقاتلات الروسية".

وأضاف الموقع: "قبل يوم واحد من القصف الأمريكي لسوريا وقبل لقاء الرئيس الأمريكي ترامب مع نظيره الصيني، استمرت روسيا في نكث العهود مع إيران، واعترفت بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل".

وتابع الموقع الإيراني قائلا: "هذا الخبر (اعتراف الروس بالقدس الغربية عاصمة لاسرائيل) ضاع وسط أنباء هجوم خان شيخون والقصف الأمريكي، والمحافظون أنفسهم اعترفوا بأنه لم يتم الاهتمام بهذا الخبر. إذن روسيا ومن خلال تغيير موقفها 180 درجة خلطت أوراق اللعبة مع إيران في سوريا لتأمين مصالحها الخاصة فقط".

وحول انتهازية السياسة الروسية قال موقع "كلمة": "اعتراف روسيا بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل تم في حين يرفض ذلك حتى حلفاء إسرائيل الرئيسيون (الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية)، ولكن أثبتت روسيا أنها تستفيد من حالة الفوضى في المنطقة، وأنه لا يوجد لديها أي خطوط حمر".

وانتقد الموقع بشدة السياسة الإيرانية على خلفية اعتماد طهران على الروس قائلا: "المرشد خامنئي كقائد وزعيم لإيران وضع كل البيض في سلة بلد مثل روسيا، ومرة أخرى خُدعنا من قبلها، وأثبتت من جديد بأنها شريكة مع اللص وتسير مع القافلة في الشرق الأوسط".

وحول ذهاب قوات الحرس الثوري الايراني إلى سوريا، قال الموقع: "المرشد والحرس الثوري جعلوا من إيران قوات مشاة برية روسية، ووضعوا قاعدة نوجة الجوية تحت تصرف روسيا".

وأضاف: "خلال السنوات الماضية؛ غضّ المحافظون في إيران أبصارهم عن أطماع الروس ووجهوا سهام هجومهم إلى أوروبا وأمريكا في حين تعرضت إيران تاريخيا لضربات من قبل الروس أكثر من غيرهم".

وأكد موقع "كلمة" الإصلاحي أن الأضرار التي لحقت بإيران بسبب روسيا كثيرة؛ "فعلى سبيل المثال، روسيا في السنوات الأخيرة استخدمت إيران كورقة في لعبة مزدوجة، وفي كل مرة من أجل مصالحها الخاصة، ثم تخلت عن إيران في منتصف الطريق".

وأشار الموقع إلى موقف روسيا الداعم لفرض العقوبات الاقتصادية القاسية على إيران قائلا: "روسيا صوتت على جميع قرارات مجلس الأمن الدولي ضد إيران، في حين كان بإمكانها في أقل تقدير الامتناع عن التصويت كعلامة استياء من تلك القرارت".

وهاجم الموقع روسيا قائلا: "تاريخيا لم تنحرف روسيا عن جوهر وجودها، وإيران هي الدولة الوحيدة التي تلدغ من نفس الجحر عدة مرات، ويعود السبب إلى أن النظام غير صادق مع الشعب الإيراني".

يشار إلى أن الاصلاحيين يرفضون وساطة الروس في صراع إيران مع أمريكا والاتحاد الأوروبي، ويرون أن التحالف الإيراني-الروسي في سوريا لا يخدم إلا المصالح الروسية فقط.