تقول مجلة "بوليتكو" إنه عندما توقع الأستاذ في الجامعة الأميركية البروفيسور ألان ليتشمان فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة عام 2016، فإن الكثيرين سخروا منه.
ويشير التقرير إلى أن ليتشمان استخدم في حينه معادلة حسابية بسيطة، تقوم على شعبية الحزب في السلطة، حيث درس حالة ثمانية رؤساء أميركيين سابقين، لافتا إلى أن "بروفيسور التنبؤات" يريد الآن من كل شخص أن يستمع لما كتبه في كتابه الجديد، وهو أن ترامب سيحاكم وهو في منصب الرئاسة.
وتذكر المجلة أن من بين الذين انتبهوا لتوقعات ليتشمان الأولى كان الرئيس نفسه، الذي تحدث إليه في الفترة الانتقالية، حيث قال ليتشمان إن الرئيس المنتخب "خصص وقتا وهو يحضر ليصبح أقوى رئيس في العالم، وكتب لي رسالة شخصية، قال فيها: (بروفيسور، أهنئك.. توقع جميل)".
ويورد التقرير نقلا عن ليتشمان قوله في كتابه الجديد، الذي يحمل عنوان "قضية لمحاكمة الرئيس": "ما لم ينظر إليه الرئيس هو (توقعي الكبير الآتي)، وأنه بعد فوزه في الرئاسة ستتم محاكمته".
وتلفت المجلة إلى أن ليتشمان ليس من المعجبين الكبار بترامب، حيث إنه كتب فصلا طويلا في كتابه عن عدم ارتياحه من معارضة ترامب لاتفاقية المناخ التي وقعت في باريس، وأشار إلى قرارات ترامب التي تحظر المسلمين من دخول الولايات المتحدة بأنها "إطفاء لنار الحرية"، وعنون واحدا من فصوله بـ"سياسات ترامب وتعييناته تشكل تهديدا على الإنسانية".
ويفيد التقرير بأن كتاب ليتشمان، الذي تم إرساله إلى المطابع بعد الانتخابات بسرعة، يضم تاريخا موجزا عن التفكير الذي قاد إلى محاكمة الرؤساء، والتصرفات التي قادت إلى محاكمتهم، بمن فيهم الرؤساء ريتشارد نيكسون وأندرو جاكسون وبيل كلينتون، مشيرا إلى أن واحدا من 14 رئيسا تمت محاكمته، و"أصبح المقامرون أغنياء؛ لأنهم كانوا يراهنون على طول أمد المحاكمة"، واستشهد بنعي الرئيس جونسون في صحيفة "نيويورك تايمز"، الذي وصف عيب الرئيس الـ17 الكبير، وهو "عناده"، وشعوره بأنه كان "يفعل الصواب حتى عندما كان يخطئ".
وتبين المجلة أن عددا من النواب الديمقراطيين توقعوا أن أول شيء سيفعلونه في حال فوزهم بمجلس النواب العام القادم هو محاكمة ترامب، التي يتوقع ليتشمان أن لا تأخذ وقتا طويلا، ويقول: "هذا يفسر كيف يهدد ترامب المؤسسات والتقاليد التي جعلت أمريكا آمنة خلال 230 عاما، وسأؤكد أن الكونغرس، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، سيقوم بمحاكمة رئيس من الحزب ذاته".
وينوه التقرير إلى أن ليتشمان يسرد عددا من التهم التي قد تقود إلى محاكمة الرئيس، منها: الخيانة من خلال التعاون مع الروس، وإساءة استخدام السلطة، وانتهاكات في الرواتب والمكافآت.. وأشار ليتشمان إلى ما قاله وزير العدل جيف سيسشن، الذي كان سيناتورا قبل توليه المنصب، بأن ترامب سيحاكم في قضايا ارتكبها قبل توليه المنصب. ومن بين هذه التجاوزات: انتهاكات تتعلق بالإسكان، ومشكلات لها صلة بالجمعيات الخيرية، وإمكانية خرق الحظر المفروض على التعاون مع كوبا، وجامعة ترامب.
وتقول المجلة إن ليتشمان قدم في كتابه عرضا لتاريخ ترامب، وفيه فصول عن "برج ترامب"، و"كيف كذب الرئيس حتى يصل إلى الرئاسة"، حيث يتوصل الكاتب إلى أن ترامب ربما قاد نفسه إلى المحاكمة، ويقول إن "قلة احترام ترامب، والكذب تحت القسم، وبناء على حالة سلفه بيل كلينتون، يظهر كيف سيضع له معارضوه مصيدة من خلال دعوى في المحاكم المدنية".
ويورد التقرير أن ليتشمان كتب عن إمكانية رفع العقوبات المفروضة عن روسيا، من خلال كذب ترامب عن بعض الوعود التي وعد بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أو بقيامه بإعادة تشكيل الاقتصاد من خلال تقديم إحصاءات كاذبة عن عدد أرقام الموظفين.
وبحسب المجلة، فإن ليتشمان دعا الرئيس إلى تجنب هذا المصير من خلال قائمة من النصائح، التي تشمل دعم معاهدة باريس للتغيرات المناخية، والتأكد من معلوماته، ومعاملة المرأة باحترام، بالإضافة إلى أنه دعاه إلى طرد مدير استراتيجياته ستيفن بانون، وقال إن الرئيس أندرو جونسون "أظهر كيف تنفع محاكمة الرئيس الأمة".
وتختم "بوليتكو" تقريرها بالإشارة إلى أن ليتشمان ختم كتابه بالقول: "سيتم تحقيق العدل في أمريكا اليوم من خلال الاحترام السلمي للدستور لا الثورة، لكن فقط في حال مطالبة الشعب بهذا الأمر".