أشهر من التخطيط
وقال آدم ستومب، المتحدث باسم البنتاغون، في مؤتمر صحافي، إن القنبلة نجحت في القضاء على 36 مقاتلاً ينتمون لتنظيم داعش، فضلاً عن تدمير مخابئهم ونفق عميق ومتشعب كانوا يستخدمونه في عملياتهم الإرهابية بمنطقة آشين بالقرب من الحدود مع باكستان.
كان يتم التخطيط للـ"الضربة" منذ بضعة شهور، أي منذ أيام حكم أوباما. لكن لم يكن هناك معلومات محددة عن مكان وزمان تنفيذها، علماً أن غرضها الأساسي كان تقليص خطر تنظيم داعش على الجنود الأمريكيين والأفغان. وتعكف القوات الأمريكية الآن على تقدير الأضرار التي نتجت عنها، بحسب ستومب.
أقوى سلاح غير نووي
تعد "إم. أو. أي. بي" MOAB أخطر قنبلة تقليدية غير نووية عرفها التاريخ العسكري الحديث وأحد أقوى الأسلحة الإستراتيجية في الترسانة التي يمتلكها الجيش الأمريكي، إذ يبلغ وزنها 11 طناً وتحتوي على أكثر من 8 آلاف كيلوغرام من مادة "تي إن تي" TNT الشديدة الانفجار.
تنفجر القنبلة قبل وصولها إلى الأرض، ويبلغ طولها 9.1 متر وقطرها 103 سنتيمترات، وتلقى بمظلمة من طائرة من طراز "إم.سي 130"، وتوجهها الأقمار الصناعية. صممت في العام 2002 ولكنها لم تدخل الخدمة سوى في العام التالي، إذ جرى أول اختبار لها في الحادي عشر من مارس 2003 داخل قاعدة إيغلين بولاية فلوريدا، أي قبل أسبوع من غزو قوات التحالف الدولي التي تقودها الولايات المتحدة للعراق، وأعيدت التجربة في الثالث عشر من نوفمبر في العام والمكان نفسيهما.
تستطيع أم القنابل، التي يكلف تصنيعها 16 مليون دولار، أن تصل إلى عمق 200 قدم أي 60 متراً قبل أن ينفجر رأسها الحربي، ثم تنشر سحابة مليئة بمادة شديدة الانفجار حول الهدف قبل أن تشتعل السحابة محدثةً انفجاراً ذا قوة تدميرية هائلة.
تأثير القنبلة يفوق الخيال، بحسب الشهادات التي قدمتها وسائل الإعلام. في حوار مع صحيفة الغارديان، تساءل رئيس بلدية المنطقة التي ألقيت فيها القنبلة عن السبب الكامن وراء استخدام سلاح كهذا، برغم إجرام داعش، وقال: "لقد أرهبت السكان. ظنّ أقربائي أن نهاية العالم قد حلّت".
إيران والعراق ينجوان منها
كان الهدف الأساسي من تصميم القنبلة إرهاب الخصوم واستهداف أعداد ضخمة منهم. طورها مختبر أبحاث سلاح الجو الأمريكي وأنتج 15 منها لاستخدامها في الحرب على العراق، إلا أن واشنطن عادت وتراجعت عن ذلك.
وكانت مصادر في البنتاغون قد أفصحت عن نية أمريكية في استخدامها، لقدرتها على تدمير الأسلحة الإستراتيجية المخبأة تحت الأرض، وترويع مناطق إيرانية وذلك عام 2009، في ظل التوتر الذي سببته المخاوف من البرنامج النووي الإيراني.
إشارات غير مُبشّرة
أتت الخطوة الأمريكية عقب أيام من الضربة التي وجهها الرئيس الأمريكي لسوريا والتي لا تزال تثير جدلاً داخل المجتمع الأمريكي، إذ يبدو أن الخطوات العسكرية الأمريكية في الخارج ستتوالى في عهد ترامب.
ولا يمكن أن نفصل تلك الخيارات التي اتخذها ترامب عن "أول خطوة احتجاجية" من الفضاء الخارجي، قام بها عدد من رواد وكالة الفضاء الدولية "ناسا" ضد الرئيس الأمريكي بسبب سياساته العنيفة، وذلك عبر تغريدة على حساب الوكالة الرسمي في تويتر.
وسارعت بعض وسائل الإعلام إلى التذكير بما أسمته "أب القنابل"، وهو سلاح طورته روسيا أقوى بـ4 مرات (44 طن من المتفجرات) من أم القنابل الأمريكية. وقد جرى أول اختبار له عام 2007، أي بعد أربع أعوام من اختبار القنبلة الأمريكية.