توجه البطريك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى رئيس الجمهورية ميشال عون في عظته خلال قداس الفصح، قائلا: "أنتم تأتون جريا على عادة رؤساء البلاد لنحتفل بقيمة يسوع وانتصاره على الخطيئة والشيطان والشر والموت ونتبادل أحر التهاني والتمنيات بالعيد. انها قيامة الرب، قيامة تشكل حدثا حاسما في تاريخ البشر، اذا أوجدت حيزا جديدا للحياة، فجسد يسوع القائم من الموت أصبح جسده الكوني المعروف بالكنيسة السر الذي يدخل المؤمنين والمؤمنات في شركة حياة مع الله وفيما بينهم".
ولفت الراعي الى أن "هذا الحدث بدأ مسيرته عندما دحر يسوع الحجر الكبير عن القبر نفسه في فجر اليوم الثالث لموته في الجسد، المسيح القائم من الموت يدحرج كل حجارة قبور الحياة اذا لجأنا اليه بايمان وقمنا بما على كل واحد من واجب الحالة التي يوجد فيها والمسؤولية التي تسند عليه، عملا بالقول قم فأقوم معك وساعد نفسك تساعدك السماء. قيامة المسيح هي أساس الرجاء واليقين أنه دائما عن يميننا فلا نتزعزع، وبقيامته أفاض روح النور فينا فينير حياتنا ومعضلاتها"، كما توجه الى الرئيس عون قائلا: "انتم أصحاب المسؤولية العليا في الدولة والجمهورية والامة، وحلفتم يمين الاخلاص لهذه الثلاث المصانة من الدستور وفعلتم ذلك باسمكم واسم كل اللبنانيين، وبكل أسف نجد من يستخف بالدولة ويجهل بالجمهورية ويشكك بالامة. مسؤوليتكم أملّت عليكن اتخاذ المبادرة الدستورية فقررتم بحكم المادة 59 تأجيل انعقاد المجلس لشهر فيما كانت الامور تتجه نحو مواجهات في الشارع. وكانت البلاد مثل سفينة في عرض البحر، تتقاذفها الرياح والامواج العاصفة واللبنانيون يحبسون أنفاسهم خائفين من مغبة ما يمكن أن يحصل من شر يوم خميس الاسرار. قراركم الحكيم القاطع قرار الربان الحكيم القادر، وكان الهدوء العظيم واستطاع اللبنانيون أن يحيوا بفرح الاعياد".
وأكد "أننا صلينا ونصل كي تتكل الكتل السياسية والنيابية والحكومية على عناية الله وقوة المسيح، وتدحرج خلال فترة الشهر الحجر عن القبر المحبوس فيه منذ سنوات قانون الانتخاب المرجو انبعاثه، دحرجة الحجر تفتح أبواب الفرح والسعادة لكل المواطنين، والامعان في عدم الافراج عن قانون يزيد من خيبات الامل عند الشعب"، مشيرا الى أن "الرئيس عون في خطابي القسم والاستقلال زرع في قلوب اللبنانيين الامل لمستقبل أفضل قائم على المبادئ الوطنية غير الطائفية والمذهيبة وتعزز الوحدة الداخلية أرضا وشعبا ومؤسسات، أنه يوجد قبور كثيرة عندنا بحاجة الى دحرجة الحجارة بدءا بالفساد الضارب في الاخلاق والسياسةوالادارة والقضاء والامن وثقل الحجر يتأتى من مسؤولين سياسيين يحمون الفساد لكونه مصدر تمويلهم".
وشدد الراعي على أن "مكافحة الفساد معركة ضروس ضد المفسدين، ومن أسباب الفساد المشجعة لها ويا للأسف الاجور التي هي دون القدرة اشلرائية ما يستدعي معالجتها بالنهوض الاقتصادي"، مضيفا: "تسلم جيلنا لبنان ذخرا وحضارة ودورا ورسالة ومكان راحة، فلا يمكن أن ندعه عرضة للفساد في ضوء قيامة القدوس من فساد القبر".
ولفت الى أن "32 بامئة من الشعب تحت مستوى الفقر بحسب البنك الدولي، والنزوح السوري له مساهمة بذلك بسبب منافستهم غير الشرعية بسوق العمل أو خفض مستويات الاجور وأثمان السلع فارتفعت نسبة البطالة عند شبابنا"، مشددا على أنه "يجب دحرجة موضوع النازحين بالتعاون مع الاسرة الدولية. ونعلن تضامننا الانساني مع أخوتنا في الانسانية السوريين النازحين، ونطالب من أجل استعادة حقوقهم وكرامتهم بأن يصار الى نقلهم الى أماكن آمنة على الاراضي السوري التي توفق اللبنانية مساحة، وأن تنقل اليهم كل المساعدات الدولية لتمكينهم من العودة الى بيوتهم وأملاكهم في الاماكن الخارجة عن نطاق الحرب. وما نقوله عن السوريين نقوله عن العراقيين".
ودعا الراعي الادارة الدولية الى أن "توقف الحرب في سوريا والعراق وتوجد حلولا سلميا وترسي أساسيات سلام عادل وشامل ودائم وأن تكون جدية في مكافحة المنظمات الارهابية"، وتابع: "لقد أثرت هذه المواضيع لأن الحجر الذي دحرج عن قبر المسيح ليس محصورا في ذاك المكان والومان، وأضحى مسؤولية مشتركة في كل جيل لدحرجة كل حجر عن أي قبر يأسر الانسان، وايا تكن طبيعة القبر والضحايا في داخله".