لم تنته الأزمة السورية بعد، بل فصول جديدة منها تأبى أن تفتح إلا على مجازر جديدة تنتهك فيها براءة الأطفال ودماء الأبرياء.
ما حصل اليوم في حلب بحق المهجرين من كفريا والفوعة يؤكد ذلك وما حصل سابقا في خان شيخون هو دليل إضافي على ما آلت إليه الأمور في سوريا.
فلا يمكن السكوت أمام حجم الإجرام الذي حصل اليوم بحق أبرياء عزل هم بالأخير شاهدين وشهداء على مذبحة العصر.
إقرأ أيضا : أيّهما أرفق بنا وأفضل لنا..الاستعمار الروسي أم الأميركي؟
ما حصل بحق شهداء الفوعة وكفريا يؤكد أن المحاربين في هذا الجنون السوري من كافة الأطراف أصبحوا مجرمين ويتفاخرون.
يتفاخرون بالكيماوي أحيانا وبالتفجيرات الإنتحارية حينا وبالذبح أحيانا أخرى، فهي جريمة بحق شعب وأمة بغض النظر عن المذهب والطائفة والموقف السياسي الذي يتبناه هذا الطرف أو ذاك.
لم تعد الأزمة في سوريا تحترم مشاعر الإنسانية وحقوق الإنسان وهي قبلها لم تكن تحترم عقول البشر، فتعدت إلى مراحل متقدمة من الوحشية والإجرام.
فمشهد الأشلاء والشهداء والجثث والأطفال اليوم في حلب هي وصمة عار بحق من يدعي الإنسانية ووصمة عار بحق العروبة الزائفة والتدين الكاذب.
وحدهم أبرياء ومساكين كفرا والفوعة وخان شيخون سيشهدون عند ربهم ويدعون على المجرم الحقيقي.
وحدهم سيصرخون في برية الغضب والتعصب ليقولوا :" فلتكن دماؤنا أضحية على مذبح خلاص سوريا والشرق".
وحدهم من قبلوا أن يدفعوا فاتورة الدم بأقسى الأثمان عن شعوب العالم الفاقد للإنسانية.
لهم الرحمة والخلود ولنا العار في غابة التعصب والتخلف والقتل اليومي والدماء.