ركضت الطفلة لين دمج باكية كأنها عجزت عن وصف مرضها طالبةً من رئيس الجمهورية ميشال عون الدعم والمساعدة، تلك الطفلة المصابة بمرض "الهيموفيليا" أرادت دعم رئيس جمهوريتها، بدموعها المنهمرة حدثت الرئيس عون عن وجعها دون أن تشرح له طبيعة مرضها. تزينت بفستانها الأبيض، ووقفت كأنها تقول "أنا وغيري من الأطفال مصابون بالهيموفيليا".
مرض الهيموفيليا أو الناعور قد يجهله البعض ويعانيه الآخرون ومنهم أطفال، فعندما يُصيبنا أي جرح بسيط ينزف الدم قليلاً، ونعالجه بأساليب بسيطة، وسرعان ما يتوقف سيل الدم، لكن هؤلاء الأطفال ليسوا مثل أي شخص عادي، مرضهم يمنع تجمد الدم بل يستمر بالنزيف لفترة أطول، وتكون عملية إلتئام جروحهم معقدة جداً، ويمكن أن يصابوا بأقصى أنواع النزيف والألم قد تصل إلى الغثيان أو حتى الموت تبعاً لنوع وشدة المرض، وكل ذلك وهم أطفال.
إقرأ أيضًا: مريض السرطان يعيش معه ولا يعرفه، قصص من الواقع
وطبياً الهيموفيليا يعني "سيولة الدم"، وهو من الأمراض الوراثية التي تسبب خلل بالجسم بسبب نقص في عوامل (التجلط بالدم) حيث تمنع الجسم من السيطرة على عملية تخثر الدم (أي تجمد الدم)، بمعنى أنه عندما يصاب المريض بجرح لا يتجمد دمه بشكل طبيعي مثل أي شخص عادي بل ينزف لمدة أطول، وتكون عملية إلتئام الجروح معقدة، ويمكن لنزيف الدم أن يكون خارجياً عند حدوث أي جرح في الجلد، أو يكون نزيفاً ظاهراً على شكل كدمات على الجلد، أو نزيفا داخلياً (كنزيف الأمعاء، النزيف الدماغي، النزيف في العضلات والمفاصل أو الأعضاء المجوفة).
وأغلب أسباب مرض الهيموفيليا وراثية جينية لأنه متمركز على صبغيات X ((Chromosome X، ونادرًا أسباب في نقص المناعة الذاتية للجسم، ويستمر الهيموفيليا مع المريض طوال فترة حياته، ويصاب به الذكور أكثر من الإناث لأن الإناث يحملن إثنين من (Chromosome X) بينما الذكور واحد فقط.
إقرأ أيضًا: في عيد الأم قالوا: اشتقتلك يا إمي
أما مضاعفاته كثيرة تتمثل بنزيف الدم الحاد والمعتدل، وتلف والتهاب بالمفاصل، وفقدان الوعي والغثيان، ومنها خطيرة قد تؤدي إلى الموت إذا كان النزيف بالمخ، وتظهر هذه المضاعفات أثناء المرض أوالعلاج وذلك تبعاً لنوع وشدة الإصابة.
لين أدركت إصابتها، ووقفت متألقة وجميلة كما وصفها الرئيس عون، وقالت باكية "بدنا دعمك لقلنا" لتؤثر بالجميع وأولهم الرئيس الذي لم يتردد بالدعم والمساعدة لتخفيف معاناة مرضى الهيموفيليا، وأول خطوة من دعمه كانت إحتضانه لين قائلاً: "تعي بدي بوسك، أنا بحبك يا جدو".