في مقالة له في صحيفة الإندبندت البريطانية، ربط الكاتب روبرت فيسك بين الأحداث التي شهدها مخيّم عين الحلوة مؤخراً وتأكيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال زيارته إلى لبنان في شباط الفائت عزم الفلسطينيين على القضاء على الإرهاب، مشدّداً على فاعلية جهود القوى الأمنية اللبنانية التي تراقب عناصر من المتشددين الإسلاميين في العاصمة بيروت وغيرها من المناطق عن كثب.
 

في مقالته، لفت الكاتب إلى أنّ كلام عبّاس لم يؤخذ على محمل الجد، مشيراً إلى أنّه زار بيروت لحلّ المشاكل في مخيم عين الحلوة بين حركة "فتح" ومجموعة صغيرة وخطيرة من المتشددين الإسلاميين يقودها بلال بدر الذي تحميه "فتح الإسلام"، التنظيم المسؤول عن عدد من الاعتداءات الشبيهة بتك التي ينفذها تنظيم "داعش".

فيسك الذي أكّد أنّ القوى الأمنية في لبنان، الأصغر مساحته من مقاطعة "ويلز"، أكثر فاعلية مما يعتقد كثيرون، فهي قادرة على تولي مسألة المتشددين الإسلاميين وعلى السهر على أمن المناطق ذات الأغلبية السنية في بيروت، أشاد بجهود اللواء عباس إبراهيم التي أفضت إلى توقيف عدد كبير من الإرهابيين وآخرهم انتحاري مقهى "كوستا" في شارع الحمرا في بيروت.

في هذا السياق، كشف الكاتب أنّ لا علاقة لرجال الشرطة السياحية الذين يتجوّلون على متن دراجاتهم الهوائية ويختلطون بين الحشود على كورنيش المنارة بالسياحة بل هم جزء من القوة الأمنية التي تبقي عينها على "داعش"، مشيراً إلى أنّهم ينتشرون ليلاً بملابس مدنية في مجمّع "سينما سيتي" وسط بيروت.

وبناء عليه، ذكّر الكاتب بتوقيف مصطفى الصفدي الذي كلّفه "داعش" بمراقبة الكاميرات المنتشرة وسط بيروت لتنفيذ هجوم انتحاري بسيارة مفخخة لاستهداف تجمع للسياسيين اللبنانيين أو محاولة خطف شخصيات سياسية وبعلاقته بمخيّم عين الحلوة سارداً رواية صحيفة "الأخبار" عن الموضوع.


ختاماً، اعتبر فيسك أنّ عدم التعرّض للإسلاميين في عين الحلوة يعني أنّ القوى الأمنية تراقبهم عن كثب، خالصاً إلى أنّ اللواء إبراهيم الذي تجوّل بمفرده ومن دون سلاحه في مخيّم عين الحلوة عندما كان مسؤولاً لاستخبارات الجنوب ليس بهاوٍ.

 

 

( "لبنان 24" - The Independent)