قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون: إن روسيا يجب أن تختار بين العمل مع الولايات المتحدة أو العمل مع بشار الأسد وإيران وحزب الله.
وشدد، في إجتماع لمجموعة السبع في توسكانا، على أن تحالفات روسيا مع الأسد وإيران وحزب الله لا تخدم مصالحها، ويجب أن تتحالف مع الولايات المتحدة وشركائها.
وتابع تيلرسون أن "الولايات المتحدة تأمل أن تتخلى روسيا عن دعم الرئيس السوري بشار الأسد لأن أفعالًا، مثل الهجوم الكيماوي الأخير، جردته من الشرعية"، وقال وزير الخارجية إن واشنطن "لا ترى مكانا لبشار الأسد في أي حل يرسي السلام في سوريا".
إقرأ أيضًا: إيران: نجاد قدم طلبه للترشيح رغم حظر المرشد الأعلى
تلك كلمات مفتاحية تشكل موقف ترامب من روسيا بعد التنسيق بين الطرفين في ضرب قاعدة الشعيرات.
ما مدى جدية الولايات المتحدة في هذا الموقف بغض النظر عن جدواها؟ يبدو أن الولايات المتحدة تعرف جيدا موقع سوريا وإيران في المنظور الإستراتيجي والجيو إستراتيجي الروسي وأن الروس يفكرون في تعزيز المحور الشيعي - المسيحي (الأرثذوكسي) الممتد من موسكو إلى دمشق مرورًا بالعراق، وحصل على إمتيازات كبيرة تثبّت موطئ قدمهم في البحر الابيض المتوسط وهكذا يستعيدون حلمهم بالعودة إلى عصر الإتحاد السوفيتي والحرب الباردة.
أما العلاقات الإقتصادية والعسكرية بين روسيا وإيران فحدث ولا حرج، إلغاء التأشيرة للفئات السياحية بين الطرفين ومد السكك الحديدية من موسكو إلى إيران مرورًا بأذربيجان التي تؤمن جسرًا بين مياه روسيا الباردة وبين مياه الخليج الفارسي الساخنة، إلى نشر المقاتلات الروسية في القواعد العسكرية الإيرانية في طريق الوصول إلى أهدافها في سوريا تشكل محاور رئيسية للعلاقات الروسية الإيرانية.
وبطبيعة الحال لن تتنازل روسيا عن مصالحها في هذا المحور الذي قصرت أيدي الولايات المتحدة عن الوصول إليه وليس لدى الولايات المتحدة ما يعوض عن تلك المصالح الإستراتيجية العملاقة.
إقرأ أيضًا: تداعيات الضربة الأميركية على الساحة الإيرانية
إن الإنصياع لإقتراح الولايات المتحدة لا يعني إلا تنازل روسيا عن حلمها باستعادة موقعها الدولي والإقليمي والإنجرار خلف خصمها بعد ما تشابكت معها في أكثر من معركة وموقع من أوكرانيا إلى سوريا ودفعت أثمان هذه المواجهة.
وعليه يمكن القول بأن الولايات المتحدة ليست جدية في هذا الاقتراح الذي يفصل بين روسيا وإيران وفعلا إختارت روسيا إستمرار الشراكة مع إيران في عدة مجالات وأن تلك الشراكة خيار إستراتيجي وقدر حتمي للروس شاءت الولايات المتحدة أم أبت.