أذكر حين كنت اقصد كورنيش صيدا البحري في الجامعة اللبنانية، فعلى طول الكورنيش نرى تعبيرًا عن الحب بأشكاله المختلفة (قبلة، ضمة، وأحيانًا جنس،على الصخرات).
حينها كنت أستغرب الأمر، لماذا يفعلون ذلك أمام العامة؟ حتى فهمت أخيرًا أن الحب لا مكان ولا زمان له لنمارسه والرغبة في إشباع غرائزنا غير مرهونة بالمكان خاصة إن كان الفقر والحاجة سيد الكلام.
فيوم أمس إنتشر مقطع جنسي لفتاة وشاب كالنار في الهشيم بين رواد مواقع التواصل الإجتماعي وتجلى الإنتقاد بكلمات لاذعة ونابية للفتاة بإعتبار إنها محجبة في الدرجة الأولى وتمارس الجنس الفموي في مكان عام ثانيًا.
ربما أخطآ في ذلك، لكن من من الذين إنتقدهما وهاجمهما لم يمارس الجنس في الخفاء، في أوتيل أو في منزل أحد أصدقائه؟
من من الذين نعتهما بأبشع الألفاظ لم يكن ينتظر مرور شخص من أمامه وحبيبته ليطبع قبلة على شفتيها.
لسنا في صدد التبرير أو الحكم على شابين أرادا التنفيس عن رغباتهما في بيروت التي لا مكان فيها للعمل والحب والجنس، إنما لإنتظار هفوات الآخرين فقط.
فالسؤال هنا: لو كان هذا الشاب يملك المال الم يكن ليذهبا إلى أوتيل فخم ويمارسان ليس فقط الجنس الفموي؟
ولماذا لم يتم إنتقاد أولئك الشبان الذين يجلسون على صخر الكورنيش ليمارسا الجنس دون حسيب أو رقيب؟